• المسلمون عالة:تشعل جدلا بألمانيا

    قنوات لقمان

    وسط حالة صاخبة من الجدل يخضع الآن مسئول في البنك الاتحادي الألماني للتحقيق إثر دعوته إلى ترحيل المسلمين باعتبار أنهم "يعيشون عالة على ألمانيا"، "ودائما ما ينجبون فتيات يرتدين الحجاب"وحظي هذا الهجوم من جانب تيلو سارازين، عضو مجلس إدارة البنك، بمعارضة قوية، وأيضا بدعم شعبي لافت؛ ما ألقى الضوء على شقاق غائر في ألمانيا حول اندماج الأجانب، وأثار تحذيرات من تضاؤل التسامح العرقي، بحسب ما أوردته وكالة "رويترز" للأنباء السبت 10-10-  2009

    وسط حالة صاخبة من الجدل يخضع الآن مسئول في البنك الاتحادي الألماني للتحقيق إثر دعوته إلى ترحيل المسلمين باعتبار أنهم "يعيشون عالة على ألمانيا"، "ودائما ما ينجبون فتيات يرتدين الحجاب"

    وحظي هذا الهجوم من جانب تيلو سارازين، عضو مجلس إدارة البنك، بمعارضة قوية، وأيضا بدعم شعبي لافت؛ ما ألقى الضوء على شقاق غائر في ألمانيا حول اندماج الأجانب، وأثار تحذيرات من تضاؤل التسامح العرقي، بحسب ما أوردته وكالة "رويترز" للأنباء السبت 10-10-2009

    سارازين يتهم المسلمين بغزو بلاده


    ويعد البنك الاتحادي وعدد من أعضاء الحزب الاشتراكي اللذان ينتمي إليهما سارازين (46 عاما) ومسلمو ألمانيا على رأس المعارضين لتصريحه "الصادم"، بينما يقف جانب آخر من الحزب على رأس المروجين لها.

    ودعا المسئول الألماني في مقابلة نشرت الأسبوع الماضي بمجلة "لتر إنترناشيونال" الثقافية إلى إجراءات صارمة ضد الهجرة، وقال إن كثيرين من المسلمين يعيشون "عالة على ألمانيا".

    وتابع: "لست بحاجة لقبول من يعيشون عالة على الدولة، وينبذون هذا البلد.. ودائما ما ينجبون فتيات صغار يرتدين الحجاب، وهذا الأمر ينطبق على 70% من الأتراك و90% من العرب في برلين."

    ووصف الأعداد الكبيرة المتواجدة من الأتراك في ألمانيا بأنهم "يغزون ألمانيا بزيادة عدد مواليدهم فيها".

    وقال متحدث باسم ممثلي الادعاء في برلين الخميس 8-9-2009، إن اتهاما وجه إلى سارازين يشمل التحريض على الكراهية العرقية، وحاليا يجري النظر في هذا الاتهام، لكنه رفض التصريح باسم الشخص الذي وجه الاتهام.

    ويصل عدد مسلمي ألمانيا إلى نحو 3.5 ملايين نسمة، 3 ملايين منهم من أصل تركي (وهم أكبر أقلية في ألمانيا) و280 ألفا من أصل عربي، من بين 82 مليون نسمة هم تعداد سكان البلاد.

    مفوض البلاد

    وحول هذه التصريحات احتدم الجدل بشدة في المجتمع الألماني بين المؤيدين والرافضين، ومن الفئة الأخيرة قادة في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي ينتمي إليه سارازين، لدرجة أن البعض حث الحكومة على تعيينه في منصب مفوض البلاد الخاص بالأجانب.

    كما  دافعت عنه بعض الصحف التي اعتبرت أن طبيعة بعض التصريحات المثيرة للشقاق "لا تنفي ما له من تأملات أخرى حول الاندماج الاجتماعي والاقتصادي".

    وانهالت التعليقات على الصحف والمدونات الإلكترونية حول تصريحات سارازين التي جاءت بعد تهديدات وجهها تنظيم القاعدة إلى ألمانيا، وبعد انتخاب حكومة جديدة في البلاد من المتوقع أن تكون أقل تأييدا لآمال تركيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

    وأظهر موقع صحيفة "بيلد" على الإنترنت مئات التعليقات التي تؤيد سارازين،  ومنها ما سطره قارئ ذكر أن اسمه "يوكن 33" قائلا: "الرجل على صواب تام.. فإذا نظرت حولك في بعض الأجزاء في برلين أو كولونيا فستشعر أنك في الشرق.. ينبذ غالبية هؤلاء الناس بلدنا لكنهم لا ينبذون دعم الدولة لهم."

    وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "كولنر شتات أنتسايجر" أن ثلث المشاركين فيه يؤيدون سارازين، وقال 34% آخرون إن تصريحاته "مبالغ فيها في بعض الحالات.. لكنه على حق في الكثير من الأمور".

    وأوضح استطلاع آخر أجرته صحيفة "دي فيلت" أن أكثر من ثلثي المشاركين فيه يرون أن الانتقادات التي تعرض لها سارازين "غير مبررة".

    وتعقيبا على تصريحات سارازين وهذه النتائج الاستطلاعية قال فريد تيمور، وهو عالم أحياء ألماني من برلين ومن أصل تركي، إنه لم يسمع تصريحات أكثر تمييزا من تلك التي أدلى بها سارازين الذي عرض فيما بعد تقديم اعتذار لائق، حسب قوله.

    وأضاف تيمور: "لا أتوقع حتى سماعها من النازيين الجدد"، محذرا من أن "كل ما تفعله هذه التصريحات هو وضع الناس في مواجهة بعضهم بعضا؛ فهي لا تخدم الاندماج.. كما أن تشويه سمعة النساء بهذه الطريقة يثير الضحك.. فهو هجوم على المستقبل."


    وسارازين (46 عاما) عضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي إليه يسار الوسط، وقضى معظم الأعوام العشرة الأخيرة في منصب وزير المالية في برلين، وقد أثار جدلا في الماضي؛ بسبب تصريحات أخرى لاذعة، لكنه لم يركز من قبل قط بهذه العلانية على مسألة العرق.

    "اطردوه"

    في مقابل التيار المؤيد لسارازين يتحرك تيار آخر معارض له بشدة، يعبر عنه يوني هويسلر، وهو كاتب في مدونة سبريبليك في برلين، بقوله لـ"رويترز" إن المدافعين عن سارازين "خلطوا بين الحقائق حول المهاجرين ونظريات مشكوك فيها، وشجعوا تصريحات عنصرية".

    وأضاف: "لدي انطباع أن هناك استعدادا لتقبل الآراء التي تنتمي إلى أقصى يمين الطيف السياسي بشكل أكبر مما كان عليه الأمر في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين.. لدرجة أنها قد تصدر عن الوسط."

    وليس كل أعضاء الحزب الاشتراكي مؤيدين لتصريحات سارازين؛ فقد دعا بعض الأعضاء إلى طرده من الحزب.    ومن هؤلاء سباستيان أيداتي، رئيس لجنة الشئون الداخلية في مجلس النواب، الذي قال إنه يجب على سارازين الاستقالة، مشبها آراءه بـ"التفكير النازي".

    وبرر ذلك بأنه "ستثار مشكلة أكبر إذا جعلنا الأمر يمر، وعدنا لأعمالنا المعتادة بلا مبالاة، فسيعطي هذا التصرف تشجيعا أكبر للأشخاص لترديد هذه الأقوال.. إننا نتحدث عن أيديولوجية اشتراكية قومية محضة هنا."

    وبالمثل دعا البنك الاتحادي سارازين إلى تقديم استقالته. ومن جانبهم يسعى مسئولون حكوميون إلى التخفيف من حدة هذا الاحتقان بين العرقيات؛ حيث اعتبر البعض أن  تصريحات سارازين لا ترسم صورة حقيقية للوضع في ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، والتي تعتمد بشكل متزايد على المهاجرين؛ بسبب زيادة أعداد كبار السن وتراجع معدل المواليد، خاصة أن المهاجرين المسلمين لعبوا دورا بارزا في صنع المعجزة الاقتصادية الألمانية في القرن الماضي

    مدونة لقمان


    وذكرت دراسة أجرتها العام الحالي وزارة الداخلية حول المسلمين في البلاد أن حالة الاندماج "أكثر إيجابية مما يفترض في أغلب الأحيان"، واستدلت على ذلك بأن "70% من المسلمات لم يرتدين الحجاب قط في ألمانيا".

    ولا تخفي هذه التطمينات الحكومية القلق الذي يجتاح عددا كبيرا من مسلمي البلاد؛ فقد شهدت ألمانيا خلال الأشهر الماضية بعض مظاهر التعصب الديني ضد الأقلية المسلمة، كان أبرزها مقتل الصيدلانية المصرية مروة الشربيني على يد متطرف داخل ساحة إحدى المحاكم بسبب حجابها، ونشوب جدل حول سماح المحاكم الدستورية في برلين للطلبة المسلمين بالصلاة في المدارس خلال اليوم الدراسي؛ حيث يرى البعض أنه حق زائد منح للمسلمين، مروجين بذلك لأفكار متطرفة تحذر مما يسمي بـ"أسلمة ألمانيا

    ورغم هذا القلق فإن الأقلية المسلمة في هذا البلد الأوروبي لا تتوقف عن محاولة الاندماج في المجتمع وتعريفه بصحيح دينها، وكان ثمرة ذلك فوز 15 مسلما بمقاعد في البرلمان للمرة الأولى في الانتخابات الأخيرة الشهر الماضي

    « أمريكا تحتمي بالأفغان من طالبانروائع من النبـــــــــــوة »

    Tags وسوم : , ,
  • تعليقات

    لا يوجد تعليقات

    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق