• أشرار الفجر

    مدونة لقمان

    استنزاف مسرف للطاقة والجهود والمال في تعبئة أمنية ضد أهداف وهمية وباتهامات معلبة انتهى عمرها الافتراضي منذ عشرات السنين، ويعرف القائمون عليها أنها مجرد بالونات للنفخ في عمر نظام شاخ وترهل، غير عابئين بسجله الذي يزداد خزيا في مجال حقوق الانسان.
    لو أراد أحد الاساءة لسمعتنا خارجيا، ما استطاع أن يفعل واحد على عشرة مما تقوم به ذراع الدولة البوليسية التي يحركها مولعون بتلطيخ صورة مصر الانسانية والسياسية.


    زوار الفجر الذين داهموا أمس بيوت بعض القيادات البارزة للاخوان وغيرهم من الأعضاء، ليسوا زوارا طارئين، فوجوههم الكئيبة كامنة دائما في انتظار صافرة التحرك تحت ستار تهمة الانتماء لجماعة محظورة.


    بات واضحا أنها تهمة يتعيش عليها المتزلفون للنظام، ويستدعونها متى احتاجوا إليها. "الحظر" وتشكيل جماعة غير قانونية غير مفهومين على الاطلاق. كل شئ تفعله الجماعة يحصل في النور، فانتخاب المرشد العام لم يكن في السر والكتمان، ومحمد بديع نفسه تحدث لوسائل الاعلام بوصفه مرشد جديدا، وقبل فعلها مرارا المرشدون السابقون وتفعلها كل يوم القيادات البارزة.


    لماذا لم تبادر الذراع الأمنية باعتقال بديع متلبسا باعترافه بأنه مرشد عام للجماعة "المحظورة". ولماذا أفلت عاكف وسابقوه من الوقوع في أيدي غزاة الفجر؟!


    بالتأكيد يوجد مكتب ارشاد الاخوان في مصر وليس في المريخ. محمود عزت وعصام العريان وعبدالرحمن عبدالبر وغيرهم من أساتذة جامعات وأطباء لم يتحركوا من أرض مصر، ولم يخلعوا يوما عباءة الجماعة، بعضهم متحدثون باستمرار بوصفهم قيادات اخوانية في برامج التوك شو أو كتاب في الصحف، مثل الدكتور عصام العريان الذي نشرت جريدة "المصريون" له أمس آخر مقال قبل اعتقاله.


    لكن الدولة المشينة لسمعتها، تهمل كل ما يستحق تدخلها، تاركة الفاسدين يفسدون، والناهبين ينهبون، وتقضي الليل في تجهيز أحدث حملاتها الاعتقالية، لتنطلق بها غزوة الفجر مع الساعات الأولى من الصباح عندما يظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود!


    استنزاف مسرف للطاقة والجهود والمال في تعبئة أمنية ضد أهداف وهمية وباتهامات معلبة انتهى عمرها الافتراضي منذ عشرات السنين، ويعرف القائمون عليها أنها مجرد بالونات للنفخ في عمر نظام شاخ وترهل، غير عابئين بسجله الذي يزداد خزيا في مجال حقوق الانسان.


    فبينما كان جحافل الفجر تقوم بغزوتها "الميمونة" للبيوت الآمنة، كان ملف مصر في حقوق الانسان على الطاولة الدولية في جنيف جنبا إلى جنب مع دول تعيش شعوبها خلف أسوار السجون!
    فرج إسماعيل -المصريون
    « السلطة المفلسةجدار من أجل التوريث »

    Tags وسوم :
  • تعليقات

    لا يوجد تعليقات

    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق