• الأيام العشرة العصيبة

     مدونة لقمان

    رغم شراسة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلال الشتاء الماضي؛ فإنّ المعركة التفاوضية التي بدأت في النصف الثاني من الحرب لم تكن أقل شراسة، فقد كان هدفها جني مكاسب سياسية إسرائيلية من القصف الميداني. لكنّ المراقبين قدّروا أنّ صلابة المقاومة الفلسطينية وصمود المواطنين الفلسطينيين في غزة؛ كانا عامليْن مهمّيْن لصمود المفاوض الفلسطيني في القاهرة، ورفضه الإعلان عن وقف إطلاق نار قبل الجانب الإسرائيلي، رغم كافة الضغوط المشددة التي مورست عليه من قبل المسؤولين المصريين آنذاك.
    رغم شراسة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلال الشتاء الماضي؛ فإنّ المعركة التفاوضية التي بدأت في النصف الثاني من الحرب لم تكن أقل شراسة، فقد كان هدفها جني مكاسب سياسية إسرائيلية من القصف الميداني. لكنّ المراقبين قدّروا أنّ صلابة المقاومة الفلسطينية وصمود المواطنين الفلسطينيين في غزة؛ كانا عامليْن مهمّيْن لصمود المفاوض الفلسطيني في القاهرة، ورفضه الإعلان عن وقف إطلاق نار قبل الجانب الإسرائيلي، رغم كافة الضغوط المشددة التي مورست عليه من قبل المسؤولين المصريين آنذاك.

     كانت تلك عشرة أيام صعبة ومؤلمة عاشها المفاوض الفلسطيني معزولاً عن العالم الخارجي، بعد توجّهه إلى مصر في ظلّ حمم القصف الإسرائيلي. وقد جاء التوجّه إلى تلك المفاوضات تلبية لطلب من القيادة المصرية في الثامن من كانون الثاني (يناير) 2009، بعد المبادرة التي أطلقها الرئيس حسني مبارك بوقف إطلاق النار، والتي رفضتها حركة "حماس" متجلِّدة تحت كافة الضغوط العسكرية والسياسية التي مورست عليها في ظلال العدوان الحربي.

     ففي ذلك اليوم الشتوي الذي جاء كسابقيه ملتهباً بنيران الجيش الإسرائيلي ورصاصه "المصبوب"؛ غادر الدكتور صلاح البردويل، الناطق الإعلامي باسم كتلة "حماس" البرلمانية، بمعيّة أيمن طه، المتحدث باسم الحركة، وجمال أبو هاشم، أحد قادة "حماس"، معبر رفح الحدودي. وتمّت المغادرة بحماية المخابرات المصرية، حيث التقى القادة الثلاثة مع عضو المكتب السياسي لـ"حماس" المهندس عماد العلمي، وقيادي خامس من الحركة، في العاصمة المصرية القاهرة، لمفاوضتهم بشأن مبادرة وقف إطلاق النار المصرية.

                                          ما الذي دار في الأروقة المغلقة؟

     ويروي البردويل لوكالة "قدس برس" تفاصيل ما دار في الأروقة في تلك الأيام العصيبة، التي لازالت محفورة في ذاكرته كأنّ وقائعها تتداعى من حوله الآن. فقد مرّت تلك الأيام المعدودة عليه وعلى رفاقه من وفد "حماس" المفاوض؛ كأنها قرن من الزمن، في ظل الضغوط الكبيرة التي قوبلوا بها.

     ويشرح البردويل "بعد الإعلان عن المبادرة المصرية التي أطلقها الرئيس المصري حسني مبارك، والتي تتضمن ثلاثة بنود: الأول؛ وقف إطلاق نار شامل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وذلك بالتزامن مع تحرّك مجلس الأمن في هذا الإطار، ويتضمّن البند الثاني تهدئة ما بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على حدود قطاع غزة، ويتعلّق البند الثالث بالمصالحة الفلسطينية".

     ويضيف البردويل "بعدما عبّرت حماس عن استجابتها للدخول في حوار حول هذه المبادرة؛ أتت إلينا دعوة من الطرف المصري، وتمّ استقبالنا من قبل المخابرات المصرية في معبر رفح، وخرجنا بواسطتها هناك وتم استقبالنا في أحد الفنادق المصرية في القاهرة".

     واستذكر القيادي البرلماني الفلسطيني "أنه فور وصولنا إلى القاهرة بدأت الاتصالات بيننا والمخابرات المصرية بقيادة الوزير عمر سليمان، ودخلنا في مفاوضات طويلة حول هذه البنود، وكان هناك طلب مصري حثيث منّا للموافقة على المبادرة كما هي". وتابع البردويل "لقد قلنا أننا لا نستطيع أن نوافق على المبادرة كما هي، ونحن لا نريد أن نرفض المبادرة إنما قلنا نستطيع أن نتحدّث معكم في سياق المبادرة المصرية، حيث أخذ هذا الأمر جدلاً كبيراً، وكان هناك إصرار مصري على أن تقول "حماس" بالحرف الواحد إنها توافق على مبادرة الرئيس حسني مبارك، لكن طبعاً بعد المشاورات كانت هناك خشية على أنّ موافقتنا على المبادرة جملة واحدة كما هي سيُدخلنا في إشكاليات كبيرة، ولذلك تردّدنا في قبول كلمة الموافقة على المبادرة، وفي النهاية توصّلنا إلى صيغة وخرجنا بمؤتمر صحفي".

     ويوضح البردويل ما جاء في ذلك المؤتمر الصحفي، ففيه "قلنا إنّ "حماس" تقدِّر الجهد المصري، وستتعامل في سياق المبادرة المصرية، وبدأنا في هذا الإطار نعمل، ولكن لم يتحقّق أي عنصر من عناصر المبادرة بشكل مباشر"، وفق ما شرح.

                                    ضغوط مصرية كبيرة على الوفد الفلسطيني

     وأوضح الدكتور صلاح البردويل أنّ وفدهم واجه ضغوطاً كبيرة من القيادة المصرية للقبول بوقف إطلاق النار، وذلك بدون ضمانات أو أي جدول زمني للانسحاب وقبل أن تعلن إسرائيل عن ذلك، لكنهم في الوفد رفضوا ذلك رفضاً قاطعاً، على الرغم من صعوبة الأجواء بشكل عام، حسب تأكيده.

     ويقول البردويل إنه يتذكر في الثاني عشر من كانون الثاني (يناير) 2009؛ "كنّا في الأيام الأولى للمفاوضات، وكان الوضع صعباً جدّاً بالنسبة لنا، ومن الأشياء التي يستغربها الإنسان أننا وُضعنا في فندق في مصر، حيث كانت الغرفة التي خُصِّصت لنا في ظلّ صعوبة الاتصالات والواقع الميداني في غزة لا يوجد بها إلاّ قناة وحيدة هي "قناة العربية"، مع كل ما تحمله هذه القناة من بثّ للسموم من بعض مراسلهيا ومحرِّري أخبارها، وعندما طلبنا مشاهدة قناة "الجزيرة" كانوا يقولون لنا إنّ هذا الفندق لا يعتمد إلاّ قناة "العربية"، وهو أمر غريب في عصر العولمة، وأنت وفد مفاوض يُفرَض عليك أن لا تشاهد إلاّ قناة واحدة ولا تصبّ لصالحك"، حسب قوله.

     وأضاف البردويل "شعرنا أنّ هذا جزء من الحرب النفسية علينا، حتى لا نطمئنّ كثيراً للوضع في غزة وبالتالي نبيع بأرخص الأثمان، وقد كانت هذه من الأشياء المؤسفة والمحزنة بالنسبة لنا، وقد استشعرنا أنها لم تكن عفوية بهذا الشكل"، وفق استنتاجه.

     وأشار القيادي إلى أنّ صعوبة القدرة على اتصالهم بالآخرين كانت عاملاً نفسياً ضاغطاً على الوفد الفلسطيني القادم من جحيم العدوان، إلى جانب أنّ القيادة المصرية كانت خلال الجلسات تصوِّر لهم الأمور وكأنّ كل شيء ينهار في غزة، وأنهم في اللحظات الأخيرة وليس أمامهم سوى تنفيذ ما يُطلََب منهم لإنقاذ أنفسهم وشعبهم واتخاذ قرار سريع، ولو كان على حساب كرامتهم.

     وقال البردويل "أمام كل ذلك؛ كنّا نهرع إلى الصلاة وإلى الدعاء، والى إجراء اتصالات بدول خارجية، الأمر الذي كان يساعدنا على فهم جوانب أخرى كانت غائبة عنّا".

                                تأثيرات الصمود على المسار التفاوضي

     ومضى المتحدث مستذكراً "على الرغم من الأخبار المؤسفة والحزينة التي كانت تصلنا، مثل استشهاد وزير الداخلية الشيخ سعيد صيام، وارتكاب الاحتلال المزيد من المجازر؛ إلاّ أنه في المجمل كانت تصلنا خارطة الروح المعنوية بشكل حقيقي، وأنّ قطاع غزة صامد، وذلك يدفعنا إلى الصمود أكثر" في المفاوضات.

     وتابع صلاح البردويل "كلّ ما كان يعنينا هو أن نحقق انتصار الإرادة الفلسطينية، ونحن كنّا على علم بمدى الهجمة الصهيونية البشعة وما لدى الكيان من آلة صهيونية جبارة، وعلى الجانب الآخر كنّا ندرك أنّ العدو لا يستطيع أن يطيل أمد الحرب مدّة زمنية طويلة، وأنّ الفضائح الإنسانية والسياسية ستلاحقه في كلّ العالم، وأنّ المزيد من الصبر والصمود في اللحظات الأخيرة سيُجبِر العدو على أن يندحر عن أرض قطاع غزة دون أن يحقق أهدافه، حتى لو قتل قائداً أو قائدين أو ثلاثة وما شاء أن يقتل، لأنّ هذه الأرض والشعب والقيادة ولاّدة، وإذا قُتل قائد يخلفه ألف قائد، ولكن في النهاية لا ينبغي أن تسقط من قلوبنا عقيدة القتال والدفاع عن أرض الوطن، ولا ينبغي أبداً أن تهتز إرادتنا وتنهزم قناعاتنا، فهذا هو المحدِّد الذي كان أمامنا"، حسب توضيحه.

     ولفت القيادي في "حماس" الانتباه إلى أنهم بدراستهم لكل التطوّرات الجارية في العالم والتحركات الدبلوماسية؛ استنتجوا أنّ الاحتلال لا يمكن أن يصمد طويلاً، كما أنّ قراءتهم للواقع الميداني أظهرت لهم قدرة المقاومة على إطالة أمد المعركة وإلحاق الأذى بالاحتلال واستدراجه. وقال البردويل "لم يكن أمام العدوّ سوى أن يلقي على غزة قنبلة نووية ويبيدها من الوجود، وقد ألقى قنابل فسفورية وهذا الذي كان أمامه، وتلك ستكون نهايته والتي ظهرت في تقرير غولدستون".

     وأضاف البردويل أنّ تلك كانت حساباتهم، وهكذا أسندوا ظهرهم إلى الحائط، فقد "كان هناك قرار بأنه لا يوجد أمامنا سوى أن نقاتل، فالاستسلام مشطوب من قاموسنا، ومن أجل ذلك كنّا نحاور بهذه الإرادة مع علمنا بحسابات الجانب المصري الذي يحذرنا من أنّ هذه الحرب ستقضي علينا وستنهي دورنا بالكامل، وقد كانت مصر حريصة على أن لا يُحرَج العرب أكثر من ذلك لأنه لا يمكنهم مواجهة إسرائيل ولا تستطيع أن تحمي وجهها من ثورة الشعوب التي صرخت في كل مكان جراء ما حصل في غزة، وهذا الذي جعل مصر تضغط علينا في مواقع كثيرة جداً"، كما قال.

     

                                      اتصالات مع القيادة الميدانية والسياسية

     وعن سبب رفضهم المبادرة المصرية أو وقف إطلاق النار رغم صعوبة الموقف في غزة ووصول قوات الاحتلال إلى بعض الأحياء السكنية؛ قال المفاوض الفلسطيني "لم نكن كمفاوضين نتحدّث بكلمة واحدة دون التحدّث مع كل الأطراف، كانت اتصالاتنا تجري مع القيادة في القطاع رغم صعوبة الوضع في غزة، واستمرّت اتصالاتنا مع قيادة الحركة في الخارج في كلّ لحظة".

     وأشار البردويل إلى أنّ القيادة الميدانية في غزة وهي تحت النار "كانت تقدِّر إذا كان لديها قدرة على الصمود أم لا، وبالتالي هي التي كانت تدفعنا إلى اتخاذ هذا الموقف، والقيادة في الشام (دمشق) ودراستها للوضع السياسي واتصالاتها السياسية والدبلوماسية واستشرافها لقضايا أمنية وسياسية خارجية؛ كانت أيضاً تقدِّر هذا الموقف، ولذلك نحن في النهاية كمفاوضين ننفذ إرادة القيادة التي تقدِّر جيداً إمكانياتها في الصمود، وعلى ذلك كنّا نتحرّك، ولم يكن تحرّكنا بناء على رغبات أو عناد شخصي بقدر ما كانت تلبية لتوجيهات القيادة التي كانت تقدِّر الموقف وتقدِّر قدراتها على مواجهة العدو"، طبقاً لتوضيحاته.

     ورأى البردويل أنّ عامل الزمن كان سلاحاً ذا حدّين، "قد يُصوّر أنه ضدّنا باعتبار أننا الحلقة الأضعف وإسرائيل لديها ترسانة عسكرية كبيرة ومخزون كبير ودعم أمريكي غير محدود، ومن ناحية ثانية يلعب الزمن لصالحنا لأننا الأطول نفساً ونعمل على تقنين عملية المقاومة وعدم الزجّ بكل ما لدينا من قوة، وهذا يجعل الاحتلال حذراً باستمرار ولا يتقدّم بسهولة".

                                ضغوط تتزايد على الموقف الإسرائيلي

     ولفت الدكتور صلاح البردويل في هذا الصدد الانتباه إلى "الضغط الجماهيري الكبير جداً والفضيحة التي لحقت بدولة الاحتلال"، بعد مشاهد القتل والدمار والمجازر وتحرك مجلس الأمن وتركيا والعالم. وقال "لهذا كلّما زاد أمد الحرب يتعرّى الكيان الصهيوني، لأنّ بضاعته في العالم هي تصديره لمظلوميته (اليهودية) التي يقول إنها بدأت من المحرقة وانتهت بما يدّعي أنه الإرهاب الفلسطيني". ففي المقابل؛ "بدأت تسقط قلعة المظلومية في العالم، وأعتقد أنها بداية نهاية الكيان لاسيما أنه كيان ظالم"، وفق تقديره.

     وكشف القيادي في "حماس" أنّ دخول قوات الاحتلال إلى حيّ تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، كان يسبِّب لهم اضطراباً كبيراً في اللحظات الأخيرة من المفاوضات، مستدركا بالقول "لكنّ الرسائل التي كانت تصلنا من الداخل تفيد بأنّ العدو إذا ما تقدّم سنذيقه الويل فلا تقلقوا"، مضيفاً "فطالما لا نقلق يعني الاستمرار في القدرة على الصمود" في مواجهة العدوان الإسرائيل.

     وأضاف البردويل أنّ "تقديرات المُشاهد الخارجي (المفاوض) تختلف عن تقديرات العسكري الذي أعدّ نفسه لهذه المعركة، وليس الفيصل بمقدار ما تقدّم العدو إنما الفيصل بمقدار ما سيجنيه العدو في نهاية المطاف، وربما تقدّمه هذا سيوقعه في مأزق كبير جداً سواء كان قاتلاً ارتكب مجزرة كبيرة أو كان مقتولاً من خلال كمائن أُعدّت له".

                                  الساعات الأخيرة قبيل إعلان أولمرت

     وعن الساعات الأخيرة قبيل إعلان إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، عن وقف إطلاق النار في الثامن عشر من كانون الثاني (يناير) 2009، وتزايد الضغوط عليهم لإجبارهم على سبق أولمرت في ذلك؛ قال البردويل "كنّا نعلم أنّ أولمرت سيعلن وقف إطلاق النار في وقتها".

     ومضى البردويل متابعاً "كان هناك إعلان في الصحافة بأنّ اولمرت سيعلن وقف إطلاق النار من جانب واحد، لكنّ الجانب المصري لا يريد أن يُعلَن ذلك من جانب واحد ويريد أن يكون وقف إطلاق النار نتيجة للجهود المصرية التي بُذلت. وقد قال الجانب الإسرائيلي إنه لا يعترف بالوساطة المصرية وقد أوقف إطلاق النار بناء على شعوره بالخوف على جنوده إذا ما توغّلوا أكثر في وحل غزة"، على حد تعبيره.

     وأضاف عضو الوفد الفلسطيني إلى القاهرة آنذاك "في تلك الليلة طلب منّا اللواء عمر سليمان والوفد المصري أن نعلن عن وقف إطلاق النار من جانبنا؛ قبل أن يعلن اولمرت عن هذا الموقف، لذلك رفضنا ذلك وقلنا كيف نعلن عن وقف إطلاق النار من جانبنا، وعلى أي أساس؟، وعندما نرى العدو انسحب من أرضنا ويوقف إطلاق النار وقتل الأطفال والنساء فلا مانع لدينا من وقف إطلاق النار، ونحن لسنا دولة تقاتل العدو الصهيوني، بل نحن شعب مُعتَدى عليه".

                                    الإسرائيليون أولاً .. والقاهرة غاضبة

     وتابع صلاح البردويل "في اللحظة التي أعلن فيها أولمرت عن وقف إطلاق النار؛ كنّا جالسين في مقر المخابرات المصرية مع اللواء عمر سليمان، وكنّا نتباحث لوقت طويل وكان هناك ضغط بحيث طالبنا سليمان بالإعلان عن وقف إطلاق النار قبل أن يعلن اولمرت، وقد أخّر أولمرت خطابه ست ساعات، وفي هذا الوقت كانوا يعطوننا فرصة أن نعلن نحن وقف إطلاق النار حتى يعلن هو بعد ذلك أنه انتصر، وأنّ "حماس" خنعت، لكن رفضنا أن نعلن نحن عن ذلك، فبادر أولمرت بهذا الإعلان".

     وقال المفاوض الفلسطيني "أبدت المخابرات المصرية غضباً شديداً من ذلك، وقالوا: أنتم تظنّون أنفسكم دولة عظمى وتتحدّثون بهذا المنطق، وكانت حجتهم أنّ وقف إطلاق النار من جانب واحد (الإسرائيلي) سيكون له تبعات فيما بعد، بأن  تستأنف القوات الإسرائيلية الضرب في أي لحظة، دون أي ضابط، وأننا نفشل الوساطة المصرية لأن وقف إطلاق النار جاء من طرف إسرائيل ولا دور للوساطة المصرية" في ذلك.

     وأضاف البردويل "قلنا لهم (المسؤولين المصريين) نحن سنقول عندما ينسحب العدو، ونعلن عن وقف إطلاق النار أن هذا يأتي في إطار الجهود المصرية".

     وكشف البردويل أنّ الجانب المصري لم يقدِّم لهم ضمانات واضحة المعالم لوقف إطلاق النار، "إنما كان هدفها أن توقف إطلاق النار فقط تحت ذريعة أنّ الشعب الفلسطيني يتعرّض لمذابح، وهم لا يستطيعون كعرب أن يدافعوا عن الفلسطينيين، وأنه ليس أمام "حماس" إلاّ وقف إطلاق النار، لأنها تقدم على عملية انتحار"، بحسب الرؤية المصرية.

    خدمة قدس برس

    « شيخنا لا تعبأ و دع الكلاب تنبحالإسلام المفرغ.. مشروع القرن »

    Tags وسوم :
  • تعليقات

    لا يوجد تعليقات

    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق