• الغزيين في مواجهة الموت أو الجدار

    رجح العديد من المحللين السياسيين والمتابعين للشأن الفلسطيني، أن يقوم المواطنين بقطاع غزة باقتحام الجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر على الحدود مع قطاع غزة، والذي أدى إلى تفاقم الحالة الإنسانية التي يعيشها مواطنو قطاع غزة المحاصرين منذ ما يقرب الأربع سنوات.

    رجح العديد من المحللين السياسيين والمتابعين للشأن الفلسطيني، أن يقوم المواطنين بقطاع غزة باقتحام الجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر على الحدود مع قطاع غزة، والذي أدى إلى تفاقم الحالة الإنسانية التي يعيشها مواطنو قطاع غزة المحاصرين منذ ما يقرب الأربع سنوات.
    وأوضحوا جميعا في لقاءات منفصلة مع "شبكة فلسطين الآن" الإخبارية اليوم الأربعاء 30/12/2009 أن حالة من الإحباط والتذمر يعيشها مواطنو القطاع عقب رؤيتهم للجانب المصري ببناء الجدار وهدم أنفاقهم وقطع مصادر رزقهم، ناهيك عن حرمان الآلاف من مرضى القطاع من الأدوية الذين يضطروا إلى تهريبها عبر الأنفاق من مصر بعد رفض الاحتلال إدخالها عبر المعابر.

     

    خيارات مفتوحة

    وقال المحلل السياسي "مصطفى الصواف" إن الخيارات ستبقى مفتوحة، لأن من وضع على رقبته السكين مبرر له أن يفعل بعد ذلك ما يشاء، أو سيواجه الموت، مضيفاً: "هل سيواجه الموت جوعاً أم يواجه الموت رفضاً لهذا الحصار وهذا الجدار من قبل الجانب المصري"، لافتاً إلى أن الإجابة ستكون واضحة للجميع مستقبلاً.

     

    وحذر الصواف من أن الجانب المصري لن يوفر جهداً في إطلاق النار بشكل مباشر ويقتل ويريق دماء الشعب الفلسطيني، مرجحاً في الوقت ذاته أن يستنفذ الشعب الفلسطيني كل الوسائل السلمية الدبلوماسية، بالإضافة إلى إثارة الشعب المصري لكي يقوم بالضغط على النظام حتى يوقف هذه الإجراءات التي أول ما تضر بالسمعة المصرية التي قد بنيت عبر آلاف السنين، قبل أن يلجأ لخيارات أخرى.

     

    وتمنى المحلل السياسي أن لا تحصل مثل تلك الخيارات، وأن يعود النظام المصري إلى رشده وشعبه قبل أن يعود إلى القومية العربية وإلى الدين الإسلامي الذي ينتمي إليه هذا النظام وغيره من الأنظمة العربية، وإلا فالفلسطيني لن ينظر إلى نفسه يموت جوعاً.

     

    وختم الصواف بالقول: "عودنا المواطن الفلسطيني على مواجهة الموت بشجاعة وهذه الشجاعة هي التي تعبر عن مواقفه، ولا أعتقد أنه يخشى موتاً في مواجهة باطل، وكل الإجراءات التي يقوم بها النظام المصري من بناء للجدار هي إجراءات باطلة ولا يحق له القيام بها، فلذلك الفلسطينيون يعلمون خياراتهم جيداً".

     

    لا يوجد بدائل

    وتوافق الأستاذ "جواد الحمد" مدير مركز دراسات الشرق الأوسط مع سابقه في أن كافة الخيارات التي سيلجأ إليها الفلسطينيون هي من حقهم، بما يحقق مصالحهم ويمنع أن يكون الحصار خانقاً لهم مهما كلفهم ذلك من ثمن حتى ولو ضحايا، سواء تجاه الجانب المصري أو تجاه البحر أو تجاه الجانب الصهيوني على حد سواء.

     

    وأشار إلى أنه من الناحية القانونية الشعب الفلسطيني لا يتحمل أي مسئولية لا أخلاقية ولا إنسانية ولا قانونية ولا أمنية عن أي نتائج سلبية لأي إجراء يقوم به لفك الحصار عن نفسه لأن العالم يقف أصم، والجانب المصري حتى الآن لم يقدم بدائل واقعية ومقنعة للشعب الفلسطيني فلا يمكن لومه بأي حال من الأحوال.

     

    واستبعد الحمد أن يوقف الجانب المصري بناء الجدار، لأن القاهرة أصبحت ملتزمة أمام الولايات المتحدة الأمريكية ببنائه، والذي تشرف عليه القوات المسلحة الأمريكية مباشرة، مشدداً على أنه في النهاية سيضرب حول غزة حصار غير مسبوق في تاريخ البشرية وهو حصار غير مقبول بكل المقاييس العربية والإنسانية، فالجدار يعيق حركة الأنفاق التي تغذي غزة ولا يسمح بفتح معبر رفح.

     

    وطالب المحلل السلطات المصرية بأن تفتح معبر رفح بينها وبين الفلسطينيين في قطاع غزة فتحاً كاملاً وعلى مدار الـ 24 ساعة للأفراد والبضائع، وهو الخيار الوحيد الذي يمكن أن يتم فيه تجاوز سلبيات الجدار الفولاذي.

     

    احتجاج رسمي

    أما حركة المقاومة الإسلامية حماس فأكدت أنها احتجت بشكل رسمي لدى الجانب المصري على بناء الجدار الفولاذي الذي تقيمه القاهرة على حدودها مع قطاع غزة، ودعتهم إلى وقف البناء في الجدار الذي يخنق مليون ونصف إنسان هم في الأصل محاصرين ومخنوقين من قبل الاحتلال الصهيوني.

     

    وقال الناطق باسم الحركة الدكتور "سامي أبو زهري" في اتصال خاص مع شبكة فلسطين الآن الإخبارية اليوم الأربعاء، "سنستمر في الفعاليات التي يشهدها قطاع غزة لضمان وقف بناء هذا الجدار"، داعياً المؤسسات الدولية والحقوقية إلى تفعيل دورها من أجل المساهمة في وقف بناء هذا الجدار.

     

    واستهجن أبو زهري الصمت المطبق الذي تبديه جامعة الدول العربية على بناء هذا الجدار، متأملاً أن تعيد القيادة المصرية النظر في موقفها من بناءه.

     

    هذا وأصبح حديث وتساؤل المواطنين الفلسطينيين في كافة أنحاء قطاع غزة أنه متى تحين اللحظة التي يرون بها هذا الجدار ينهار كما انهار جدار برلين؟.
    « القافلة تمضي و الكلاب تنبحكلمة التوحيد وسط صور إباحية »

    Tags وسوم :
  • تعليقات

    لا يوجد تعليقات

    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق