• شريان الحياة

     مدونة لقمان

    رفضت قافلة "شريان الحياة 3" الدولية التي تحوي مساعدات إنسانية مرسلة إلى قطاع غزة المسار التي أعلنته السلطات المصرية كشرط للسماح لها بالدخول إلى القطاع وهو "الدخول عبر ميناء العريش البحري بعد اجتياز قناة السويس، بدلا من ميناء نويبع"، وباتت ليلتها الثانية في ميناء العقبة الأردني، بعد رفض مصر حلا وسطا قدمه منظمو القافلة بالإبحار حتى ميناء نويبع، ثم التوجه برا إلى العريش.
    رفضت قافلة "شريان الحياة 3" الدولية التي تحوي مساعدات إنسانية مرسلة إلى قطاع غزة المسار التي أعلنته السلطات المصرية كشرط للسماح لها بالدخول إلى القطاع وهو "الدخول عبر ميناء العريش البحري بعد اجتياز قناة السويس، بدلا من ميناء نويبع"، وباتت ليلتها الثانية في ميناء العقبة الأردني، بعد رفض مصر حلا وسطا قدمه منظمو القافلة بالإبحار حتى ميناء نويبع، ثم التوجه برا إلى العريش.

    وقال زاهر بيراوي، الناطق باسم قافلة شريان الحياة المعروفة بـ"قافلة جالاوي" : إن القافلة اضطرت للمبيت في العراء في ميناء العقبة بعد تمسك مصر بموقفها الرافض مرور القافلة للقطاع إلا عبر ميناء العريش، ورفضها دخولها عبر ميناء نويبع.

    ورفض بيراوي إعطاء أي تفسيرات حول الخطوة المصرية ومبررات المنع، مكتفيا بالقول: "هذه قافلة إنسانية جاءت لتتضامن مع غزة في ذكرى الحرب الإسرائيلية، ونحن واثقون بأن مصر ستعمل على تسهيل مرورنا، وهذا ما نتمناه".

    وأوضح بيراوي أن القافلة من خلال وساطات تركية وأردنية وماليزية، لا تزال تحاول إقناع المصريين بالسماح للقافلة بدخول ميناء نويبع، مشددا على أنه لا مكان في العقبة للإبحار من خلاله للعريش "وهذا ما سيكبد القافلة العناء والوقت".

    "رأس الرجاء الصالح"

    وفي السياق ذاته، أبدى مصدر مقرب من القافلة رفض ذكر اسمه، استياءه الشديد من المسار الذي تشترطه مصر، مشبها إياه بـ"رأس الرجاء الصالح" نظرا للطول الشاسع في المسافة مقارنة بالطريق الذي تريد القافلة أن تعبر منه.

    وتبلغ المسافة بين ميناء نويبع ورفح عبر الطريق البري، عبر العريش، نحو 350 كيلومترا، فيما تصل المسافة التي يجب على القافلة أن تقطعها إذا ما سلكت الطريق البحري عبر قناة السويس، ما بين 700 و750 كيلومترا؛ حيث سوف تدور حول جنوب سيناء، لتدخل خليج السويس ثم قناة السويس وصولا إلى بورسعيد شمالا، ثم تتوجه شرقا بحذاء الساحل الشمالي لسيناء على البحر المتوسط، حتى تصل ميناء العريش، ومنه إلى معبر رفح البري.

    وذكرت صحيفة "الدستور" الأردنية في عددها الصادر السبت 26-12-2009، أن هناك وساطات تبذلها تركيا من خلال رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان، ووساطة أخرى تبذلها ماليزيا من خلال رئيس وزرائها السابق مهاتير محمد الذي يرافق القافلة مندوب عنه، لإقناع القاهرة بدخول القافلة من ميناء نويبع.

    من جهته، قال جالاوي في تصريحات إعلامية: إن المفاوضات مع المسئولين المصريين مستمرة منذ وصول القافلة إلى العقبة للسماح لها بدخول ميناء نويبع المصري القريب من العقبة "لكن ما زال هناك إصرار من الحكومة المصرية على استقبالنا في ميناء العريش، وهو ما نرفضه إطلاقا" بحسب قوله.

    وأوضح جالاوي أن رفض منظمي القافلة يعود لعدة أمور أهمها أنه لا يوجد مكان في العقبة للإبحار من خلاله للعريش؛ حيث الطريق الوحيدة لذلك هي قناة السويس التي يمنع فيها عبور الركاب، بحسب قوله. غير أن وزارة النقل المصرية تؤكد أن قناة السويس تستخدم في نقل البضائع والركاب على حد سواء.

    وأضاف أن الطريق الوحيد للوصول إلى ميناء العريش عبر البحر هي من خلال العودة مرة أخرى إلى سوريا ثم التوجه العريش "وهذا الأمر صعب في الظروف الحالية، بعد وصولنا للعقبة؛ حيث تحتاج العودة لسوريا مبالغ مالية كبيرة وحوالي خمس سفن لنقل المشاركين والمساعدات، ولا تملك القافلة أجور السفن"، وأشار أيضا إلى أن ميناء العريش "صغير جدا" بما لا يمكنه من استقبال سفن القافلة.

    يشار إلى أن المشاركين في القافلة لم يحضروا إلى العقبة بسفن بحرية، بل بشاحنات تسلك الطرق البرية، تم شحنها على سفن لتصل من الشطر الأوروبي لتركيا إلى سوريا؛ حيث أكملت طريقها برا.

    من جهة أخرى أكد جالاوي رفض القافلة المطلق طلب السلطات المصرية أن تقوم القافلة بالتنسيق مع هيئة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"؛ "لأن المساعدات ليست إلى لاجئين بل لشعب في الداخل، وسنقوم نحن بتسليم أبناء غزة هذه المساعدات والالتقاء بهم"، كما أكد على رفض القافلة التنسيق مع الإسرائيليين في إيصال المساعدات إلى غزة.

    ووصلت القافلة، التي تضم نحو 250 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية أوروبية وتركية وعربية، يرافقها وفد أوروبي مكون من 300 شخصية يتقدمهم النائب البريطاني جورج جالاوي، إلى ميناء العقبة الأردني مساء الخميس الماضي.

    وتنظم القافلة جمعية "تحيا فلسطين" الخيرية التي أسسها جالاوي قبل نحو عام بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي استمر في الفترة من 27 ديسمبر 2008، وحتى 18 يناير 2009، بهدف دعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر منذ سيطرة حركة حماس عليه في يوليو 2007، من خلال قوافل مساعدات ترسل بطرق ووسائل مختلفة.

    وانطلقت القافلة الجديدة من العاصمة البريطانية لندن في السادس من ديسمبر الجاري عبر البر، مرورا بفرنسا وألمانيا والنمسا وبلجيكا وإيطاليا واليونان وتركيا وسوريا، ومن المفترض أن تدخل غزة في الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على القطاع.

    رفض قاطع

    من جهتها جددت الخارجية المصرية رفضها محاولات الوساطة التي تقوم بها بعض الأطراف للسماح لها بدخول قافلة المساعدات الإنسانية "شريان الحياة 3" إلى ميناء نويبع، بما في ذلك مقترح وسط تقدم به منظمو القافلة بالدخول عبر نويبع برا إلى العريش، وليس عبر البحر.

    وكان محمد صوالحة، وهو أحد الناطقين باسم القافلة، قد ذكر الجمعة أن المشرفين على القافلة تقدموا إلى القنصلية المصرية في ميناء العقبة الأردني بما وصفه بحل وسط للخلاف حول مسار القافلة، يقضي باجتياز المسافة من العقبة إلى نويبع بحرا، ومنه التوجه برا إلى العريش.

    وأرجع حسام زكي المتحدث باسم الخارجية المصرية الرفض المصري لهذا المقترح لأسباب أمنية، وقال: "لكي تكون الأمور واضحة، فإن المسألة ليست دخول فرد أو اثنين، نحن نتحدث عن قافلة كبيرة، فيها أكثر من 150 سيارة وشاحنة، وفيها معدات كثيرة ومساعدات ضخمة".

    وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية، أن "مسألة مرورها برا من نويبع إلى العريش، خطر لأننا في منطقة حساسة، والتواجد المدني فيها له محددات، وهذه قافلة أجنبية، سوف يتوافد فيها أجانب، وتحتاج إلى تأمين من نوع مختلف، والفترة الزمنية المتاحة لا أعتقد أنها كافية للتجاوب مع مثل هذا المقترح".

    "السيادة المصرية"

    وفي السياق ذاته، شدد زكي على أن هذه الأمور "تخص السيادة المصرية"، وأضاف أن "الدخول من هذه النقطة أو تلك تقرره مصر، ولا يقرره منظمو هذه القافلة".

    وأكد زكي أن السلطات المصرية قامت بتحديد المسار الذي ينبغي أن تتبعه القافلة، من خلال نقطة الدخول المتمثلة في ميناء العريش، مشيرا إلى أن القاهرة أبلغت النائب البريطاني جورج جالاوي بأن "هذا الأمر مستقر لدى مصر، ولا يوجد أي تغيير في الموقف المصري".

    وأشار المتحدث، في تصريحاته إلى أن القافلتين الأولى والثانية دخلتا إلى قطاع غزة دون مشكلات، بشهادة الجميع، بمن فيهم القائمون على هذه القافلة، مشيرا إلى أن مصر لم تخطر بمسيرة دخول القافلة الثالثة إلا قبل فترة زمنية قصيرة.

    وكانت قافلة "شريان الحياة 2" قد دخلت قطاع غزة في الخامس عشر من يوليو الماضي، وضمت 169 متضامنا غربيا، ومن بين 50 شاحنة ضمتها القافلة دخل 12 فقط منها كانت محملة بالأدوية عبر معبر رفح بعد مفاوضات استغرقت عدة أيام مع السلطات المصرية برئاسة محافظ شمال سيناء اللواء محمد شوشة، بينما دخلت باقي الشاحنات عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل.

    إسلام أون لاين

    « بيان كتائب شهداء الأقصىالجاسوس الذي أحب إسرائيل -1 »

    Tags وسوم :
  • تعليقات

    لا يوجد تعليقات

    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق