• وي دبي..!!

     مدونة لقمان

    قال الحقُّ سبحانه في محكم التنزيل :  ( وأصبح الذين تمنَّوا مكانه بالأمس يقولون ويْ كأنَّ الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر ، لولا أنْ منَّ الله علينا لخسف بنا ، ويْ كأنَّه لايفلح الكافرون ) .تتحدث التقاريرالإقتصادية عن إنهيار جديد أشبه بالخسف في إقتصاد دبي بسبب فقاعة عقارية ضخمة ، وأنَّ الأسواق العالمية دخلت في دوامة أخطار جديدة بسبب هذا الإنهيار في إمارة دبي ...قال الحقُّ سبحانه في محكم التنزيل :  ( وأصبح الذين تمنَّوا مكانه بالأمس يقولون ويْ كأنَّ الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر ، لولا أنْ منَّ الله علينا لخسف بنا ، ويْ كأنَّه لايفلح الكافرون ) .
     
    تتحدث التقارير الإقتصادية عن إنهيار جديد أشبه بالخسف في إقتصاد دبي بسبب فقاعة عقارية ضخمة ، وأنَّ الأسواق العالمية دخلت في دوامة أخطار جديدة بسبب هذا الإنهيار في إمارة دبي ،
     
    وقـد كانت هذه الإمارة العربية الصغيرة تسبح في بحـر من أحلام الثــراء الأسطوري ، وتتفاخر بأنها بين يدي رفاه إقتصادي غير مسبوق عالميا ، وستقود تجربتها الريادية حقبة جديدة من الإزدهار الإقتصادي ، ستسبق بها الدول الخليجية ، والعربية ، وسيحسدها الناس عليها !
     
    وغدا بريـق هذه الأحلام ، مضرب المثل على ألسنة كثير من الناس ، وإنك لتسمعهم يقولون : دونكم تجربة دبي فاتخذوها منارا ، وإليكم مسارها فاجعلوه شعارا ، ويمّموا وجوهكم إلى قبلتها إن أردتم مستقبلا عظيما ومضمونا لإقتصادكم
     
    وكانت تتباهى بأنَّ إنفتاحها على النظام الرأسمالي الربوي بلا ضوابط ، وسماحها بالخمور ، والدعارة ـ حتى صارت مضرب المثل على لسان العرب في كثرة ما فيها من العهــر ، حتى قال الساخـرون : إنَّ إقتصادها قائم على قدم وفخـذ !! ـ وأنَّ إلغاءها كـلّ ما يعكـّر مزاج الباغين معصية ربهّـم ، وقبولها بغير قيود لكــلّ دواعي التحلل من شريعة الله ، هو السرُّ الذي جلب إليها المستثمرون ، وألقى إليهـا برؤوس أصحاب رؤوس الأموال ، وبنى لها هذا الأقتصاد الباهر الذي خطف بريقه الأبصـار .
     
    ومن شـدَّة الخـوف على أحلامها الإقتصادية المقطوعة الصلة بينها وبين السماء ، أنَّ يشـوِّش عليها أيُّ هاجس ، تشدَّدت في محاربة التوجهات الإسلامية ، وبالغت في قطع كلِّ صلة بالدعوة الإسلامية ، حتى أُبعـد المدرسون المتديّنـون من التدريس في المدارس ، ومنعـت اللحية في بعض الجهـات ، وشدِّد على النقاب ، وطورد الخطاب الإسلامي ، ولوحق الدعاة ، ووضعت قائمة طويلة بأسماء الدعاة الممنوعين من دخول البلاد من الوعـّاظ الإجتماعيين ، الذين يهربون أصلا ممن له علاقة بمعارضة سياسية في بلادهم ،  فضلا عن التيار الجهادي !!
     
    وذلك كلـُّه حتى تبقى بعيدة عن كـلِّ (شبهة ) قد تزعـج مستثمراً ، وخوفاً من أن ينتشر التديـن يومـا مـا ، ولو بعد عقـود ! فيزيح ما يجلب الفجار وأموالهم الحرام من خمور ، وعهر ..إلخ .
     
    وكان الذين أوتــوا العلم ، والإيمان ،  يقولون لهـا : ( ويلكم ثواب الله خيـرٌ لمن آمن وعمل صالحا ولايلقاها إلاَّ الصابـرون ) ، فلا يُلتفـت إليهم !
     
     ونسيت دبي أنَّ الرزق في السـماء ، بيد الرزاق ذي القوة المتين ، وليس في الأرض ، وأنّ جميع خبراء الإقتصاد من بني الإنسان الجهول الظلوم ، لو اجتمعوا على أن يرزقوا ذبابة مذقـةً ، لم يقدروا حتى يأذن الرزاق ، فينزل لهـا رزقها : ( وما من دابـّة إلاَّ على الله رزقها ويعلم مستقرَّها ومستودعها كلُّ في كتاب مبين ) .
     
    وأنه لاخير في إقتصاد يقوم على معصية الله تعالى ، وتجلبه مساخط الله ، ويصنعه ما حرم الله ،
     
    وأنَّه وإن طالت أبراجـُه ، وكثرت فجاجـُه ، فمصيره إلى قـلّ ، ممحوق البركة ، وإن تقلـبت به الحركـة 
     
    وقد ضرب الله تعالى مثلا لكـلِّ ذي لب ، بما آل إليه أمر الإقتصاد الرأسمالي في عقر داره ، لمـَّا أخذه الله تعالى من بين فطاحلة الخبراء الإقتصاديين الغربيين ، وهـم في أوج نشوتهم بثقتهم بعلومهم ، وعقولهم ، أخذه الله تعالى من بينهم باليمين ، فقطع منه الوتين ، فتهاوى أكثر من 100 بنك في عام واحد ، على رأسها أكثر البنوك عراقة في أمريكا ، وتزلزت الأرض من تحت آلاف الشركات ، وعشرات المؤسسات الإقتصادية الضخمة ، ودفع بالملايين من الموظفين ، العمال إلى البطالة ، والجوع ، والفقر ، وأما ثقل الدولار في السمعة العالمية فتبخـر ، من بعد ما كان يزهـو ، ويتبختر .
     
    إنها يد الله تعالى المتصرفة في كلِّ شيء ، التي تخفي آياته أحيانا لحكمة الإبتلاء ، فيغتــر بإمهال الله تعالى المغتـرُّون ، ويفرح بما أوتـوه المغرورون ، هي التي تُظهـرآياتـه في أحايـين أخـرى ليعتبـر المعتبـرون .
     
    وقد قال الحق سبحانه ( وكأيّـن من قرية أمليت لها وهي ظالمة ، ثم أخذتها وإليّ المصيـر ) وقد قال قبلها : ( و يستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإنَّ يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون ) .
     
    إنَّ مقاييس الإنسان الذي خلق من عجل ، تستعجل دائما النتائج ، غير أنَّ الله تعالى اقتضت حكمته أن يملـي ، ويمهـل ، ثم و( ثم ) للتراخي ، يجـلّي الآيات ، فيراها المؤمنون فينتفعون بآيات الله ، ويعمى عنها المستكبرون ، ويستحبون العمى على الهدى ، و( إخوانهم يمدونهم في الغـيِّ ثم لايقصـرون ) ، قائلين لهـم : إنها أزمات لايخلو منها إقتصاد ، ولايمكن تحاشيها : ( قد مس آباءنا الضرَّاءُ والسـرَّاءُ ) !
    ،
    وبعـد :

    هاهي دبي تتهاوي في أزمة لايُدرى أين سيكون منتهاها ، وتتوقف مشاريعها الضخمة الحالمة ، وتتحول أحلامها إلى كابوس ، ولسان حال الذين كانوا معجبين بها ، يقول : ( ويْ كأنَّ الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أنْ منَّ الله علينا لخسف بنا )
     
    مسكين هذا الإنسان الجاهل بنفسه ، المغرور بعقله ، وقوِّته ، يتمـرُّد على الله تعالى ، والله يرزقه ، ويكفـُر بنعم الله وهو يتقـلَّب فيها ، وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثـم .
     
    أيها الإقتصاديون اخترعوا ما شئتم من أفكار ، وأبدعـوا ما شئتم من مشاريع ، و اصنعوا ما بدا لكـم من أسواق ، فهـي إن قامت على ما حرم الله تعالى ، فسيجعلها الله هباءً منثـوراً ، كان ذلك في الكتاب مسطـورا .
     
    ويا أيتها الدول العربية دعوا عنكـم غرور الشيطان ، وارجعوا إلى شريعة ربكم ، واعملوا بنظام الإقتصاد الإسلامي الذي يعتمد على آية وحديث ، و ثلاثة أسس :
     
    ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً )
     
    وقال صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ روح القدس نفث في رُوعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها ، وتستوعب رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنَّ أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ) .
     
    الأساس الأول : إغلاق أبواب الربا ، وكـلِّ الكسب المحرم إغـلاقا تاما ، وأنَّ المباح اليسير خير من الحرام الكثيـر .
     
    الأساس الثاني : ربط الإقتصاد بالإيمان ، ومن ذلك وجـوب إخراج الزكاة التي من بركاتها أنها هي التي تستـدر المطـر من السمـاء ، وأيضا تشجيع سائر الصدقات ، وأنَّ بها يُبارك بالمال فيعود نفعه أعظم أضعافا مضاعفة.
     
    الأساس الثالث : خير الإقتصاد ما كثر المنتفعون به في المجتـمع ، واتسعت دائرة العاملين فيه ، وفوائده على الناس ، وخفِّفـت فيه القيود عليهم ، ومنع فيه الإحتكار ، وطُرد عنه المستغلـُّون ، وأهل الجشـع .
     
    وإنَّ فيما جرى لدبيِّ لعبرة لمـن يعتبـر ، وآية لكل متدبـّر .
     
    والله المستعان وهو حسبنا عليه توكلنا وعليه فلتوكل المتوكـلون .

    الشيخ حامد بن عبد الله العلي حفظه الله
    « الحوثيون يستغلون الأطفالحضر المآذن في سويسرا »

    Tags وسوم :
  • تعليقات

    1
    فاط
    الأحد 29 نوفمبر 2009 في 17:20
    وكما جاء في التقرير أنه لاخير في إقتصاد يقوم على معصية الله تعالى ، وتجلبه مساخط الله ، ويصنعه ما حرم الله هدا ما يريدوه جبابرة العرب نسيين أن ما أصله سحت فالنار أولى به نحن المسلين رزقنا بيد الله وصلتنا بالله دائما يجب ان تكون موصولة بما يحبه الله فادا أنقعت الصلة أنقطع الرابط وهدا ما سيحصل لكل متجبر
    وفقكم الله وحشرنا مع فقراء الارض الراضين بقدر الله لهم
    • الإسم / المستخدم:

      البريدالإلكتروني (اختياري)

      موقعك (اختياري)

      تعليق


    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق