اقترح رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق أن تقوم الحكومة التايلندية بمنح المسلمين الذين يمثلون غالبية الولايات الجنوبية في تايلاند قسطا من الحكم الذاتي، في مسعى لحل الصراع الدائم والذي أسفر عن مقتل مئات المسلمين على مدار السنوات القليللة الماضية.

ونقلت صحيفة "بانكوك بوست" التايلندية في عددها الصادر الاثنين عن رزاق قوله إن إعطاء المحافظات التايلندية الجنوبية حكمها الذاتي قد يحل جزءًا كبيرًا من الاضطرابات والمشاكل والاقتتال التي تعاني منها المنطقة منذ سنوات عديدة.

وأوضح، على هامش مشاركته في القمة الخامسة عشر لمنظمة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، أن الحكم الذاتي سيمنح المنطقة حريتها في اختيار قاداتها وتوظيف رجال الدين والتعليم فيها.

وأكد أن السبيل الوحيد للتغلب على العنف في جنوب تايلند هو أسلوب الحوار الهادف والبناء بين الحكومة التايلندية والإسلاميين.

يذكر أن أكثر من 3900 شخص كانوا ضحايا المواجهات التي استؤنفت في جنوب تايلاند منذ يناير 2004 وذلك بعد تصعيد مطالب الإسلاميين باستقلال المحافظات الجنوبية الخمس وهي: "يالا" و"فطاني" و"ناريثاوات" و"ساتون" و"سونغكلا".

واعتبر رزاق أن "مطالبة الإسلاميين بالاستقلال أو الانشقاق عن الحكومة التايلندية أمر مستبعد"، مشيرًا إلى أن أية مطالبة من الحكومة التايلندية يجب أن تكون ضمن الدستور الرسمي للبلاد.

ولفت إلى أن ماليزيا لن تتدخل في الشؤون الداخلية التايلندية، موضحًا أن بلاده بصفتها دولة مجاورة لتايلند فإنها ستدعم في حل تلك القضية التي تخص العالم الإسلامي.

وكانت وزارة الدفاع التايلندية قد دعت القوات المسلحة الماليزية لمساندتها في إحلال السلام والأمان داخل المحافظات التايلندية الجنوبية، مثمنةً دورها في القضايا الأمنية المتعلقة بالمسلمين في الجنوب، ومساهمتها أيضًا في نشر تعاليم الدين الإسلامي "المعتدل" في محافظاتها الجنوبية.

وكشف رزاق عن أنه سيقوم في شهر ديسمبر المقبل بزيارة استطلاعية إلى جنوب تايلند بمعية رئيس الوزراء التايلندي أبهيسيت فيجاجيفا.

وأوضح أنه يسعى من خلال هذه الزيارة توضيح موقف ماليزيا في القضية للمواطنين التايلنديين، مضيفًا أن هناك العديد من القضايا التي ستتم مناقشتها مع نظيره التايلندي أهمها قضية الجنسية المزدوجة والتي يعتقد بأن أكثر من 25 ألف شخص يحملون الجنسيتين التايلندية والماليزية.

وعانى المسلمون كثيرا تحت حكم رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا الذي لم يكن يستحي من التصريح برغبته في ذبح المسلمين. ووقعت عدة حوادث أمنية ومواجهات تلت مظاهرات للمسلمين وأسفرت عن مقتل عشرات المسلمين وأدت إلى غضب إسلامي واسع.