• المرتزقة الأفغان في العراق

    مدونة لقمان

    لم أصدق يوما عندما ذكر لي أحد العراقيين أنه شاهد مجموعات من الأفغان من ذوي الضفائر يقومون بعمليات عسكرية داخل العراق وزرع العبوات وعمليات التفجير, وقلت إن كان الأمر سلم من العراقيين فكيف سلم من القوات والمخابرات الأمريكية وغيرها التي تصول وتجول في الساحة العراقية, وبينما يصار إلى اعتقال أي عربي أو حتى مواطن عراقي يشتبه أنه عربي فكيف يمكن لهؤلاء الأفغان التنقل بين أحياء ومدن بغداد , ولم أصدق ما قاله لي أحد العراقيين عن وجود الأفغان ببغداد وعندما سألته في أي الأحياء من بغداد يتواجد هؤلاء؟ قال في الدورة ومنطقة الدوانم على طريق مطار بغداد والقريبة جدا من القاعدة الأمريكية... تابع البقية

    لم أصدق يوما عندما ذكر لي أحد العراقيين أنه شاهد مجموعات من الأفغان من ذوي الضفائر يقومون بعمليات عسكرية داخل العراق وزرع العبوات وعمليات التفجير, وقلت إن كان الأمر سلم من العراقيين فكيف سلم من القوات والمخابرات الأمريكية وغيرها التي تصول وتجول في الساحة العراقية, وبينما يصار إلى اعتقال أي عربي أو حتى مواطن عراقي يشتبه أنه عربي فكيف يمكن لهؤلاء الأفغان التنقل بين أحياء ومدن بغداد , ولم أصدق ما قاله لي أحد العراقيين عن وجود الأفغان ببغداد وعندما سألته في أي الأحياء من بغداد يتواجد هؤلاء؟ قال في الدورة ومنطقة الدوانم على طريق مطار بغداد والقريبة جدا من القاعدة الأمريكية , وقلت إن كان الأمر حقيقيا؛ فأكيد أن وراء ذلك أيدٍ أمريكية ولابد أن يأتي يوم تتكشف فيه الحقائق، وإذا بي أجد دراسة سياسية استقصائية لمحلل أمريكي اسمه وين ماديسون، المقيم في واشنطن، وكاتب العمود في صحف ميامي هيرالد، وهيوستن كرونيكل، وفيلادلفيا انكوايرر، ومواقع كاونتر بنج، وكورب ووج، وأونلاين جورنال وغيرها من الصحف والمواقع الأمريكية , حيث يكشف ماديسون في دراسته هذه أن الولايات المتحدة الأمريكية جلبت الكثير من المرتزقة الأفغان للعمل داخل العراق وتوهم المجتمع العراقي أن هؤلاء جاءوا للجهاد في أرض العراق، وهي وراء العمليات التي يقومون بها. وقال إنه علم من مصادر استخبارتية خدمت سنة 2007 في قاعدة (طليل) الجوية في العراق، والتي كانت تُسمّى من قبل باسم قاعدة الإمام علي الجوية, واحتلتها القوة الجوية الأميركية في وقت مبكر ، بقيام أجهزة المخابرات الأميركية باستيراد (مرتزقة أفغان) لدخول العراق بهدف مهاجمة المدنيين، وأفراد الجيش والشرطة العراقيين، وكذلك مهاجمة قوات التحالف، بضمنها جنود الجيش الأميركي ودفعت لهم مبالغ ضخمة كنتيجة لـ(خدماتهم) في العراق.

    ولقد كشف ماديسون عن حادثة كبيرة حدثت عندما مرت شاحنة في منطقة الكرادة الممتلئة بالحرس الوطني والجيش العراق وفي داخل هذه الشاحنة 30- 40 أفغاني ولما قامت الشرطة العراقية بتفتيش هذه الشاحنة وجدوا الأفغان بداخلها وكان ذلك في سنة 2007  أي في سنة الاحتقان الطائفي والتوتر الأمني والعنف الكبير الذي شهده العراق في تلك السنة , وجاءت الأوامر من الجيش الأمريكي للشرطة العراقية بالسماح بمرور هذه الشاحنة ومن فيها, ويقول ماديسون في هذا الصدد إنه قيل لهم إنهم جلبوا إلى العراق من قبل الولايات المتحدة الأميركية، وكـُلفوا بمهمة إثارة المشاكل والفتن في العراق، والتي وصفت معظمها من قبل الجيش الأميركي بأنها (أعمال مريبة) تقوم بها القاعدة في وادي الرافدين.

    لقد عملت خلية الأفغان في العراق –كما يبدو للمحلل السياسي- بموجب خطة سرية بغطاء أميركي بوجه المقاومة العراقية ومحاولة التغلغل بين صفوفها , وفي 9 إبريل سنة 2009، علم ماديسون من مقاول عسكري خاص سابق مع الجيش الأميركي في العراق أن الولايات المتحدة كانت تعرف بالضبط هويات صانعي القنابل، وأرقام تلفوناتهم الخلوية ممن يعملون مع جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر.


    ويقول ماديسون إن خلايا القنابل كانت مسئولة عن تفجير الكثير من القنابل التي استهدفت السُنّة وجنود قوات التحالف، بضمنهم الأمريكان. ويؤكد أن فشل الجنرال ديفيد بيتريوس، وجورج كيسي لعمل شيء ضد خلية صنع القنابل، كان يهدف إلى عدم تعريض اتفاقية تمديد اتفاقية الشهور الستة لوقف إطلاق النار بين قوات التحالف متعددة الجنسيات، وبين الميليشيات الشيعية سنة 2006

    ويقول إن واحدة من خلايا صناعة القنابل كان موقعها في منطقة الكرادة ببغداد، وهي المنطقة نفسها التي أوقفت فيها الشاحنة من قبل الشرطة العراقية, لقد حصل المحلل السياسي الأميركي على قائمة –بجزأين- وصلت إلى السلطات الأميركية من قبل خلية قنابل الكرادة


    ولم تتخذ الاستخبارات الأميركية أية إجراءات بصدد ذلك، كأن تخبر جنود الجيش الأميركي لإعاقة عملية صنع القنابل التي تقوم بها المجموعة الشيعية شبه العسكرية المتعاونة مع إيران والقوات الأمريكية بنفس الوقت, وقد تضمنت الدراسة أسماء صانعي هذه القنابل وأماكنهم بل وحتى أرقام موبايلاتهم  والأعمال التي يقومون بها

    ويخلص المحلل السياسي من تفاصيل تقريره إلى القول إن استعمال قوات العمليات الخاصة الأميركية، ووكلاء الاستخبارات الأميركية السريين لعناصر إرهابية من المقاتلين الأفغان الذين يجلبونهم من أفغانستان، ولعناصر من متمردي جيش المهدي لتصعيد العنف الطائفي والعمليات الإرهابية في العراق يمثل حتى الآن (انتهاكاً صارخاً لمعاهدات واتفاقيات وقوانين مناهضة الإرهاب المحلية والدولية مارسته إدارة (بوش-تشيني) داخل العراق للاستمرار بحالة الفوضى والقتل والتصفية الجماعية للشعب العراقي.

    من جهتي، لا أصدق كل ما ورد في التقرير الأمريكي، لكن استخدام الأمريكيين لكافة الأدوات من أجل العمل على خلط الأوراق، والتشويش على المقاومة، ونسبة عمليات غير طبيعية أو مشروعة أمر ليس جديداً، لكن الجديد هنا، أن يكون لمرتزقة أفغان في ذلك نصيب، لاسيما مع ما يتمتع به الأفغان من سمعة طيبة لدى الشعوب العربية، وبالتالي فإن استغلال ذلك عن طريق مرتزقة لا يمثلون الشعب الأفغاني المجاهد أمر غير مستبعد، كما أن بعض الطوائف في أفغانستان يقاسمون الإيرانيين والأمريكيين الرغبة في استمرار سيطرتهما على العراق.. كل ذلك يلفتنا إلى دور الأمريكيين في خلط الأوراق في العراق بغية الخصم من رصيد المقاومة العراقية الأبية.

    سارة علي

    المسلم


     

    « العد العكسي لإزالة الأقصىانفجار ثان يستهدف الحرس الثوري »

    Tags وسوم : ,
  • تعليقات

    لا يوجد تعليقات

    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق