• اليهود في بريطانيا مهددون

    lmn

    فشلت إسرائيل في إقناع العالم أن مجازرها ضد الفلسطينيين جاءت كرد فعل على الإرهاب الفلسطيني كما تزعم. ففي الوقت الراهن تشهد بريطانيا اكبر موجة لمعاداة السامية في تاريخها المعاصر...تابع

    فشلت إسرائيل في إقناع العالم أن مجازرها ضد الفلسطينيين جاءت كرد فعل على الإرهاب الفلسطيني كما تزعم. ففي الوقت الراهن تشهد بريطانيا اكبر موجة لمعاداة السامية في تاريخها المعاصر، و يواجه اليهود البريطانيون مستوى غير مسبوق من الاعتداءات والتهديدات العنصرية. فقد وصل عدد الأعمال المعادية لليهود في المملكة المتحدة البريطانية رقما قياسيا بوقوع 609 حادثة سجلت خلال النصف الأول من العام 2009 وهو رقم اكبر مما سجل في العام 2008. 

    إن انبعاث القوى الفاشية العنصرية ضد اليهود يتأتى من المناخ المسموم الذي ساد العالم بسبب السلوك الإسرائيلي العنصري والمتطرف ضد كل القيم والانجازات الإنسانية و بسبب خروج العدوانية الإسرائيلية على الفلسطينيين عن المألوف والمتوقع، ونفور الإنسان البسيط من ذلك الأسلوب. و مع هذا تريد إسرائيل أن تكسب من الظاهرة الفاشية، التي كانت هي المصدر الأساسي لها، حماية و تعاطف.

    و يري الكثيرون ان الحملة العسكرية البربرية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة نهاية ديسمبر الماضي كانت السبب الرئيسي لمعاداة اليهود في بريطانيا، فقد زادت حدة العداء لليهود و ارتفعت الحوادث المعادية للسامية في بريطانيا عقب الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة. إذ وقع الكثير من الحوادث خلال يناير الماضي. كما و قعت في الأشهر الماضية اعتداءات علي معابد يهودية، ووقعت اعتداءات فردية على بعض الأشخاص اليهود، سواء بالضرب أو السب.

     

    و بعيدا عن الحوادث العنصرية التي نرفضها و نشجبها جميعا، فهناك مظاهر تشير إلي رفض شريحة عريضة من المجتمع البريطاني لجرائم الاحتلال الإسرائيلي و البدء في فهم معاناة الفلسطينيين من جرائم الاحتلال التي يرتكبها ضد الأطفال و النساء و الشيوخ و الرجال كل يوم علي ارض فلسطين. ففي كثير من المكتبات البريطانية أصبح هناك قسما خاصا للكتب المتعلقة بالشرق الأوسط  و التي تتحدث عن إسرائيل و جرائمها و معاناة الفلسطينيين. و هناك مسرحيات عن فلسطين تعرض علي خشبات المسارح البريطانية.

     

    فقد قدم المسرح الملكي البريطاني، في فبراير الماضي مسرحية "سبعة أطفال يهود – مسرحية من اجل غزة"، من تأليف الكاتبة البريطانية الشهيرة كارل تشرشل المعروفة بتعاطفها مع القضية الفلسطينية و العضو في حملة التضامن مع فلسطين التي تضم في عضويتها الكاتب المسرحي الراحل هارولد بنتر المعروف هو أيضاً بمواقفه المساندة للمظلومين. و قد كتبت تشرشل هذه المسرحية تعبيرا عن رفضها للمجزرة الدامية البشعة التي قامت بها إسرائيل في قطاع غزة مطلع العام الحالي وأسفرت عن استشهاد 1400 فلسطيني وجرح الآلاف. وأعلنت تشرشل عن تنازلها عن حقوقها المالية في هذا النص، واشترطت أن يتم تقديمه في إطار جمع التبرعات لسكان غزة. و تحكي هذه المسرحية بكل بساطة تاريخ إسرائيل في 10 دقائق و تقدم رؤية نقدية عميقة لدولة إسرائيل و تبين كيف يربي اليهود أبناءهم علي كره العرب.

     

    و قد أثارت هذه المسرحية الكثير من الجدل في بريطانيا، و رفضت شبكة بي بي سي بث النسخة الإذاعية من المسرحية، كما رفضت، من قبل، بث نداء الإغاثة من أجل غزة؛ متذرعة بعدم الانحياز.

     

    إن الجرائم العنصرية والتعصب والإرهاب عمليات لا أخلاقية نرفضها جميعا. لكن إسرائيل بسلوكها و بربريتها في القتل و مصادرة الأراضي الفلسطينية لبناء المستوطنات، و إنكارها حق الفلسطينيين الذين طردوا بالترهيب في العودة إلى بلادهم  و اعتقالها  آلاف الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية تساعد في إظهار صورة عن العنصرية والتعصب الديني، صورة تزيد من موجات الكراهية والتعصب الموجهة ضد اليهود في العالم
    « شحنة من البيوت الجاهزة إلى غزةسعودي يعتنق المسيحية »

    Tags وسوم : , ,
  • تعليقات

    لا يوجد تعليقات

    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق