• الأمريكيون لا يدفنون موتاهم

    الأزمة تثني الأمريكيين عن دفن موت

    يبدو أن الأزمة الاقتصادية العالمية لم توفر من آثارها حتى الموتى في الولايات المتحدة الأمريكية وذلك بعد أن شهد العديد من الولايات بالبلاد، زيادة في عدد الأشخاص الذين لا يودون استلام جثث أقاربهم، لأنهم ببساطة غير قادرين على تحمل كلفة دفنهم...تابع

    ذكرت مجلة تايم الأميركية أن الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالولايات المتحدة ما انفكت تترك آثارها السلبية بين أبناء المجتمع للدرجة التي لم يعد بمقدور البعض منهم توفير تكلفة دفن موتاه، واضطرارهم إلى ترك الجثث في العراء لتلتقطها الجهات المعنية.

    وتساءلت تايم عما إذا كان سوء الأوضاع الاقتصادية قد بلغ بالأميركيين حدا قاسيا وجعلهم غير قادرين على دفن جثث الموتى من أحبتهم في البلاد وتركها في العراء أو داخل ثلاجات الموتى دون المطالبة بها؟

    وأضافت أن أنحاء متفرقة في الولايات المتحدة تشهد تزايدا في أعداد الجثث المتروكة، ليس لأنه لم يتم التعرف على أصحابها أو يطالب بها أحد أو أن ذويها تخلو عنها لأسباب خاصة، وإنما لأن بعض الأميركيين أضر بهم العوز بحيث لا يستطيعون تأمين كلفة دفن أو حرق جثث الموتى من أحبتهم في ظل الأزمة المالية.

    ومضت إلى أن ظاهرة الجثث المتروكة تزيد من التكاليف المالية على عاتق الحكومات المحلية التي تضطر إلى إزالتها والتخلص منها.

    مصاريف الدفن
    ونسبت إلى كبير المحققين السابق في مكتب الطب الشرعي بمقاطعة واين ألبرت صامويلز قوله إن أعداد الجثث المتروكة في تزايد، وإن بعض الأهالي لا يأتون للمطالبة بجثث أقاربهم، وإن آخرين يقولون إنهم غير قادرين على مصاريف الدفن، ما من شأنه زيادة الأعباء المالية للمقاطعة بوصفها المسؤولة بالتالي عن التخلص من الجثث.

    وأضافت أن مكتب التحقيقات الجنائية في ولاية لوس أنجلوس شهد طفرة في عدد الجثث التي لا يطالب بها ذووها بسبب ضيق ذات اليد.

    وأشارت التقارير الصادرة عن المكتب إلى ارتفاع عدد الجثث التي تم حرقها على حساب دافع الضرائب بمعدل 36% بالمقارنة مع العام الذي سبقه، موضحة أنها ارتفعت إلى 712 جثة بالمقارنة مع 525 في عام 2007.

    وذكرت تايم أن لاس فيغاس في ولاية نيفادا أو المدينة التي وصفتها بكونها قبلة السياحة التقليدية تواجه بدورها تحديات مماثلة، موضحة أن مقاطعة كلارك التي تضم المدينة شهدت العام الحالي زيادة في أعداد الجثث المتروكة وصلت 22% لتصل إلى 904 جثث من أصل 741 جثة للعام الماضي.

    وأضاف صامويلز أن مكتب الطب الشرعي بمقاطعة واين يعد الخامس في البلاد من حيث حجم العمل، موضحا أنه يتعامل مع 13 ألف إخبار عن وفاة بشكل سنوي، وأن من بينها قرابة (3600) بشأن جثث متروكة أو ما معدله عشر جثث يوميا.

    الانكماش الاقتصادي أفقد بعض الأميركيين منازلهم (الفرنسية-أرشيف)
    ومضى إلى أن الأهالي تعتصرهم مشاعر الحزن والأسى وهم يتخلون عن دفن أو حرق جثث أقاربهم المقربين، مثل أخ لا يستطيع دفن جثمان أخته أو العكس، أو أبناء لا يستطيعون دفن آبائهم.

    لا مأوى
    وذكر صامويلز الذي تقاعد بعد أن أمضى 13 عاما من العمل في السلك الأمني أن بعض الأهالي هم معوزون منذ البداية، والبعض الآخر كان يملك من المال فيما مضى ما يكفي لدفن جثة قريب له، لكن الأوضاع الاقتصادية ساءت وبدلت أحوال الناس وسلوكياتهم في المقابل.

    وأضاف أن الأزمة الاقتصادية أفقدت بعض الناس منازلهم وتركتهم مشردين بلا مأوى، وبعضهم عاطل عن العمل ولا يجد وظيفة تطعمه قوت يومه، وتساءل: فكيف به إذن يؤمن تكاليف دفن جثة قريبه؟.

    وأضافت تايم أن مقاطعات عديدة في الولايات المتحدة تواجه قضايا مشابهة، وأن مقاطعة ميلووكي في ولاية ويسكنسن تشهد تزايدا في أعداد الجثث التي لا يطالب بها ذووها، وأن تلك الجثث معرضة للزيادة أكثر فأكثر إذا تم خفض حصة المقاطعة من الدعم المالي المتعلق بدفن الجثث.

    ويتساءل مراقبون عن مصير الجثث المتروكة في حال لم يعد بإمكان بعض المقاطعات القيام بدفنها أو حرقها لأسباب تتعلق بنقص في المخصصات المالية للمقاطعات؟.

    المصدر: تايمز
    « إعدام 115 بعد انتخابات إيرانهومان راتس :صواريخ حماس جريمة حرب »

    Tags وسوم : , , , ,
  • تعليقات

    لا يوجد تعليقات

    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق