• خطبة العيد..قوية صادقة

    خطبة العيدالحمد لله والله أكـبر كلّما عاد عيد الإسلام وأسفر، وكلّما بهلال العيد فرح الصائم واستبشر ، والله أكبر كلَّما ذكره ذاكـرٌ في العيـد وكبـَّر ، وحمده حامد فيه وشكر ، وتاب تائب من ذنوبه واستغفر ،

     الحمد لله الذي أعـزَّ ديننـا ، ونصر أمّتـنا ، وأظهر دعوتنا ، ونشـر في الأرض إسلامنـا ، وتولـّى أمرنـا ، وأقـام شرعـنا ، ورفع راية جهادنا ، وأخزى عدونا....

     

    الله أكبرُ.. اللهُ أكبرُ.. اللهُ أكبرُ.

    اللهُ أكبرُ.. اللهُ أكبرُ.. اللهُ أكبرُ.. اللهُ أكبرُ.
    أكبرُُ اللهُ أكبرُ.. اللهُ أكبرُ.. لا إله إلا الله.
    اللهُ أكبرُ.. اللهُ أكبرُ ولله الحمد .
     
    الحمد لله والله أكـبر كلّما عاد عيد الإسلام وأسفر، وكلّما بهلال العيد فرح الصائم واستبشر ، والله أكبر كلَّما ذكره ذاكـرٌ في العيـد وكبـَّر ، وحمده حامد فيه وشكر ، وتاب تائب من ذنوبه واستغفر ،
     
    الحمد لله الذي أعـزَّ ديننـا ، ونصر أمّتـنا ، وأظهر دعوتنا ، ونشـر في الأرض إسلامنـا ، وتولـّى أمرنـا ، وأقـام شرعـنا ، ورفع راية جهادنا ، وأخزى عدونا.
     
    نشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، الذي بدأ وأعاد ، ورفع السبع الشداد ، وبسط الأرض بالأطواد ، مالك يوم المعاد ، وناصر أهل الجهاد ، ومخزي أهل الطغيـان والفسـاد .
     
    ونشهد أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، اللهم صلِّ عليه وعلى آله وصحبه البررة الأمجـاد ، الذين نصروا نهج الرشاد ، وحموْا الدين بالمصلتات الحداد..
     
    أما بعـد :
     
    فالحمد لله الذي بلغنا رمضان ، وهدانا فيه للصيام والقيام ، ثم أمرنا أن نخرج بعده مكبّرين ، حامدين ، شاكرين ربّنـا على هذه النعمة الجليلة ، قال تعالى ( وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) ،
     
     أيْ تشكرون ربّكم على الهداية لهذا الدين القويم ، والنهج المستقيم ، فتظهرون ذلك الشكر إظهـارا ، وتخرجون له نهـارا ، وتفرحـون فيه جهـارا
     
    وتجتمعون كلُّكم في مشهد عظيم ، بالتكبير ، والتهليل ، والشكر،  والتحميد على أنْ جمعكم على الإيمان ، وجعـل نهـج أمِّتكم شريعة القرآن ، فطهَّـركم بذلك عـن المناهج الضالة المريضة ، ورفعكم بذلك عن العنصريات والعصبيات النتنة البغيضـة .
     
    فهنيئا لك أيتها الأمـّة بهذا التفضيـل والإكـرام ، ولتسعـدي بهذا الإيمان والإسـلام ، ولتفرحـي بهذا الإمتيـاز الربانيّ بين الأنـام.
     
    فأيُّ فضل أعظم من أن يختار الله لنا نهج السماء ، ويجعـل أفراحنا أفراح السماء ، ويباهي بنـا في مجامعنا التي ارتضاها لنا ملائكة السـماء؟!
     
    فالحمد لله والله أكبر ، والله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
     
    أيها المسلمون ، والمسلمات : يظلُّنـا هذا العيد ، وأمتنا العظيمة ـ كما كانت دائما ـ بين مشهدين ، مشهد التحدّيات ، ومشهـد الجهاد والثبـات ، وهي ماضية في جهادها ، في مواجهة أعظم تحديات هذا العصر ،
     
    وهي ثلاثـة تحديـّات جسيمـة  :
     
    أولها: تحدّي الهجمة الصهيوصليبيّة التي اشتعل أوارُها بالإسراع في مخطط تهويد القدس ، وتخريب ما حول المسجد الأقصى تمهيداً لتقسيمه ، ثم الإستيلاء عليه ، وهدمه ، وبناء المعبد الصهيوني مكانه ،  
     
    وذلك وسط تآمرِ على الجهاد الفلسطيني ، تقوده أنظمة عربية خانت دينهـا ، ووالت أعداء أمّتهـا ، وباعت ضمائرها لشياطين المكر الغربي والصهيوني ، تحت شعار ما يسمَّى ( عودة المفاوضات ) ، والأحرى أن تُسمى تنفيذ آخر فصل من صفقة بيع القدس ، وفلسطين !
     
    هذا .. وإنَّ هذا التحدي الخطير يستوجـب منا تحركا سريعـا ، ومزيدا من دعم الجهاد الفلسطيني ، وفق ثلاثة محاور :
     
    أولها : فكّ حصار غـزّة حتى تتحوّل هذه المدينة التي هي عاصمة الصمود الإسلامي، إلى منطلقٍ لإفشـال كلّ مخططات العدوّ الصهيوني .
     
    والثاني : العمل على إسقاط السلطة العميلة في رام الله ، وفضحها ، وفضح المواقف العربية المتواطأة معهـا ، لأنها هي أعظـم أسباب نجاح الخطة الصهيونيّة ، لأنهم الصفّ الذي يخترق به عدوُّنـا حصونَ قلعة الصمود الإسلامي ، كما قال تعالى عن المنافقين : ( هم العدوُّ فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ) .
     
    الثالث : تفعيل كلِّ أنشطـة مقاطعة المشروع الصهيوني ، ورفع الحصار عن العمل الخيري الإسلامي ليكون الرصيد الداعم لكلِّ أشكال المقاومة في فلسطين .
     
    وذلك في إطـار مشروع إعادة إحياء فكر الجهاد في الأمـّة ، وإلحاق الهزيمـة بفكر الإنبطاح ، وثقافة الإستسلام ، و مناهـج الخنـوع للأعـداء .
     
    لتجيش الأمـّة الإسلاميـة ، لجهـاد شامل يثمـر إلحاق الهزيمة النهائيّة بهذه الهجمة الصهيوصليية على أمّتنا ، ويطهـر بلاد الإسلام من رجسها ، ويطرد الكيان الصهيوني من بلادنا ، ويجهـض كلّ مخططاتـه ، ويعـيد الخلافـة الإسلامية .
     
    والحمد لله إنَّ أمّـتنا العظيـمة قائمة بمواجهة هذا التحدّي ، بعـزمٍ أقـوى من عـزم الأسـود ، وبثبـاتٍ يشبه ثبات الجدود ، وهاهي تقدم الشهداء في كـلّ لحظة ، عبر خط المواجهـة المـمتـدّ من كشمير المحتلة إلى فلسطين الحبيبة ، مرورا بأفغانسـتان الأبيـّة ، والعراق الشامـخ ، لترسم بدمائهم طريق العزة ، وتسطر بتضحياتهم درب النصـر المؤزر بإذن الله تعالى .
     
    تقتّلنا الهيجـاء وهي حياتـُنا ** ونمضـي نجيـبا في رديف نجـيب
     
    أما التحدّي الثاني :
     
    فهو ذلك التحدّي الذي يستهدف الهويـّة ، ويسعى لتخريب القيـم الإسلامية ، وهـو يجـري اليوم بنهـج منظـَّم خبـيث يعمـل على محوريـن :
     
    أولهما :  تخريب القيم بإسم الدين نفسه ، و يقودُه من يتسمَّى بأسماء الشرع ، ويمهـّد لمخطـّط العدوّ بإسم الفتوى الشرعية ، فيبثُّ في الأمة سموم التشكيك ، والعبث بالثوابت :
     
    فتارة يكون ذلك بالتشكيك في مقاومتها المشرفـة لعدوان الغرب الصهيوصليبي على أمّـتنا ، وفي راية جهادها المنيفة ، فيّسمّى ذلك إرهابـاً ، ويُطلق عليه تطرُّفـاً ،
     
    وتحت هذا التشكيك ، سُمِّـي صمودُ غـزَّة العزة ، وجهود الجهاد الفلسطيني للحفاظ على حقوق الأمة في فلسطين ، سُمِّـى  إنقسـامـا ، ونُعـت نضالها بأنـَّه عبـث ! ووُصفت ملاحقة المجاهدين في الضفة الغربيـة بأنـّها طاعــة ( لولي الأمـر ) ،  المنصوب من قبل ( دايتون ) !!
     
     وأُطـلق على جهاد المقاومة العراقية الباسلة أنـّه فتنة ! وعلى جهاد الشعب الأفغاني ضد الإحتلال بأنـّه شقاق !
     
    وكأنّ هذه الفتاوى إنطلـقت من مراكز الإستخبارات الغربية ، أو من (الموسـاد ) نفسه !!
     
    وليت شعري كيف توصف فتوى وجوب بناء الجدار الفولاذي لحصار غزة إلاَّ أنها فتوى (الموساد ) الصهيوني ، وليس الصامتون عن التنديـد بهذه الفتوى إلاّ مثل المفتي بهـا !
     
    وهؤلاء هم من أعظم الجناة على الأمـّة ، سواء الناطقون بالتشكيك في جهادها الأعظـم ضد أعظم هجمة صليبية تمـرّ على الأمة في تاريخها ، والصامـتون المعرضون عن إظهار حقيقة الموقف الشرعي ، والأمـّة بأمس الحاجـة إليه .
     
    وتارة يكون ذلك التشكيك في حقيقة ما يُراد بالأمة من مكائد ، وفي جدوى مقاومة تلك المكائـد الخطيرة ، ويضيف هؤلاء إلى تشكيكهم تشويه سمعـة القائمين على فضح مكر أعدائها ، كما يدعون إلى الإشتغـال عن تلك المكائـد بغيرها ، وإشغـال الجهود الإسلامية بسواها ، حتى تمضي تلك المكائد في أمتنا بغيـر موانـع ، وهؤلاء مثل الذي يشغل الحرس عن حراسة الحصن ليقتحمه الأعداء ، فهو لايقل ضرراً عـن العدوّ نفسه .
     
    وتارة يكون تشكيكهم بالتلبيس والخـلْط بين الحق وبالباطل ، وبين الهدى والضلال. وبالعبـث بالحدود بين الإيمان والكفر ،وبين صـدّ العدو الصائل على الإسلام لا يألوا خبالا فيه ، وسماحتـه ، وبين جهاد الكافر المعتدي الممعن في العداوة الذي يحتل أرض الإسلام والتسـامح مع ( الآخر ) !!
     
    وبين ولاة الأمر وأنظمة العمالة ،وبين الجهاد لحماية الدين ، وأرض الإسلام ، وأمة الإسلام ، والإفساد ، وبين المصالح المرسلة ، وإبطال أحكام الشريعة !
     
    وهؤلاء المخرّبون ، يشبهون الذين وصفهم الله تعالى بقوله : ( ولاتلبسوا الحقَّ بالباطل وتكتموا الحق وأنتـم تعلمون ) ، وفيهم نـزل قوله تعالى : ( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة ..الآية ) ، وقال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم ( فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه ، فأولئك الذين سمّى الله فاحذروهم ) أخرجه الترمذي.
     
    وما أكثرهـم هذه الأيام ، لاكثـَّرهم الله ، صاروا أبواقـا لأهل الضلال والعناد ، حتى ابتلي بهم العبـاد ، وضجَّت من نشاطهم البلاد .
     
    وأما المحـور الثانـي :
     
    فهـو تخريب قيم الأمّـة بتشجيع منابـر الإفساد الإعلامي ، وتنصيب نماذجه المهترئة رموزا يُقتدى بها ، وبنشر المراكز الثقافية الغربية في بلاد الإسلام ، كالجامعات المختلطة ، وغيرها من المؤسسـات تستقطب النخب لتطمس فيهم الهوية الإسلامية ، وتغرس بدلها القيم الغربية ، وهؤلاء الذي وصفهم الله تعالى بقوله : ( والله يريد أن يتوب عليكم ، ويريد الذين يتّبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيمـاً ) .
     
    ثم نبشـرِّكم أنّ أمّتنا التي فيها الخير إلى يوم القيامة ، لم تنطل عليها هذه المكائد ، ولم تخدع بهذا المكـر ، فقـد تصـدَّى لهذا التحدي من تصدى من علماء الدين ،وأئمة الدعوة ، وحرّاس العقيـدة ، وردُّوا ذلك الباطل بحقّ الشريعة ، حتى زهـق الباطل وهو زاهـق ، وقام علم الشريـعة السامـق .
     
    الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
    الله اكبر الله أكبر ولله الحمد
     
    هذا وأما التحدِّي الثالث فهو تحدّي الدين المزيـِّف ، والنهـج المحرّف ، الذي تولـّى كبـرّه النظام الصفويُّ المتآمر على المسلمين ، فهو يظهر نفسه في صورة المناصر لهذه الأمـّة ، ويبطـن مكائد العقـارب ذوات الحمَّـة .
     
    ووالله ما قام له سوق إلاَّ بسبب ضعف أصاب الأمـّة ، وشتات في أمرها ، فأخذ يروّج لأفكاره التي تستهدف نقض أسس الشريعة المحمّدية ، وهدم أصول الأمّـة الإسلاميّة المهديـة ،
     
    فأخذ يبثُّ التشكيك بسلامة القرآن من التحريف ، وسـلّ سيف الهجوم على الجيل الأول صحابـة النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم الكرام ، نقلة الوحي ، وحملة الدين ، وأنصاره الأوائـل ، القائمين بالعدل ، والسابقين لكلِّ فضل ، وتطاول على بيت النبوة وعرض النبيِّ الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، فطعـن في أزواجه أمهات المؤمنـين ، وشكّك في طهارة فراشه الكريم ، وشرفـِه العظـيم ، ومن آخر مخازيهم التي سودت وجوههم ، إقامتهم إحتفالا في رمضان يفرحون فيه بموت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، ويحيون في ذلك الإحتفال شتمها ، ولعنها ، وما يدرون أنهم يلعنون أنفسهـم ، بتطاولهم على بيت النبوة المطهـَّر من كلِّ رجس.
     
    وهم في ذلك يعلنون اليوم بعض ما ينوون إظهاره فيما لو مُكنـوا في الأرض من تخريب كلِّ معتقـدات الإسلام .
     
    وإنما يفعلون ذلك بغيـة إسـقاط النبوة من أسِّها ، وهـدم بنيانها من أساسها ،
     
    ثـمَّ طعنـوا في تاريخ الإسلام كلَّه ، فجعلوا تاريـخ الأمـّة بأسـره تاريخا بدأ بالخيانـة ، واستـمر بها ، إلى يوما هذا !  زاعمين أنّ عصر الخلافة الراشدة ، وفتوحاتها ، وعصور ملوك الإسلام الذين أقاموا صرح الحضارة الإسلامية المجيـدة ، كلَّه تاريخ مـزيف متآمـر على آل البيت !!
     
    وذلك ليجعلوا الحضارة الإسلامية التي أشرقـت على الدنيا شمسُها الوضَّاءه بالخير والإحسـان ، ليجعلوها برمتها باطلة ، وليحوّلوا مآثـرها كلها عن كلِّ خيـر عاطلة ،
     
    ذلك أنَّ هؤلاء الحاقدين لاينتمون إلى هذه الأمـّة السعيـدة ، ولا إلى حضارتها المجيـدة
     
    ثم قامت هذه الصفوية الحاقدة بالتآمر مع أعداء الأمة لإحتلال أرضها في العراق ، وأفغانسـتان ، وتفاخـرت بذلك ، ولازالت تسعى بكلِّ سبيل لإضعاف الأمة ، وتمزيـقها ، وزرع الفتن بين شعوبـها .
     
    وصار لهذا التحدّي الخطير منابر مدعومة ، ومخططات مرسومة ، اختلط فيها الحقد الشعوبي ، والعنصرية الساسانية ، بعقيدة محرفة تهدم أركان الدين ، وتدمر عقيدة المسلمين .
     
    غير أنَّ أمَّتنـا تصدّت لهم ، وفضحت كيدهم ، وأبطلت مكرهم ، وفضحت خططهم ، ولازالت تجاهد لقمعهم ، وردِّ خبثهم إلى نحورهم ،إمتثالا لقوله تعالـى : ( ترهبون به عدوَّ الله وعدوَّكم وآخرين من دونهم )  
     
    وبهذه المناسبة ندعوكم إلى دعم المنابر الإعلامية التي تتصدى لهذا التحدّي ، وأهمها القنوات الفضائيـّة ، وإلى إنشاء قنوات إسلامية أخرى ، لتسندها في جهادهـا.
     
    سائلين الله تعالى أن يثبـّت كلّ من يجاهد لحماية الدين ، وعزة المسلمين ، ويمدهـم بنصـر من عنـده ،، آمين
     
    الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
    الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
     
    الله أكبر كبيرا ، و الحمد لله كثيرا ، الحمد لله الذي تفرَّد بالعزّة والاقتدار ، ودانت له الخلائق بالعبوديّة والافتقار ،نحمـده على فيضه المدرار ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له الواحد القهّار ،
     
     ونشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبد الله ورسولهالمصطفى المختار ، صلّى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ ما تعاقب الليل والنهار .
     
    أيها الأخـوة المسلمون إنّ هذه الأمة لاريب منصورة بوعد الله تعالى ، قال تعالى : (كَتَبَ اللَّهُ لأغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) ،
     
    وقال : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )
     
    وقال : ( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ ، وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ )
     
    وكما قال سبحانه : ( يرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ )
     
    غير أنَّ هذا الوعد مشروط بأن نغير ما بأنفسنا لنستحق وعد الله تعالى ، قال تعالى : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) .
     
    لقد كانت هذه الأمة أعظم أمة في الأرض عندما حملـت شريعتها على أكتافها ، ورفعت سيف الجهاد في يمينها ، وجعلت إيثار الآخرة على الدنيا ثقافتها ،
     
     كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( صلاح أوّل هذه الأمة بالزهد واليقين ، ويهلك آخرها بالبخل والأمل ) رواه أحمد وغيره ، والمقصود بالأمل هنا نسيان الآخرة
     
    أيها المسلمون إنَّ الإسلام يحمّـل كلَّ مسلم مشروعَ أمّتـه ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ( كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤول عن رعيته ) ، فلو قام كل منـّا بالأمانة التي حمله الله إياها ، وهي رعاية شريعة الله في نفسه ، وما أمـر به ، وهـي التقوى ، قامـت الأمة بأمانتـها ، فإنتصـرت ، والعكس بالعكس .
     
    فالله الله في أنفسـكم ، وفي أهليكم ، وفيمن ولاّكم الله إيـّاهم ، فاجعلوا تقوى الله لباسـا ، وأحكام شريعة الله لحيـاتكم أقباسـا ، والإستـعداد للآخـرة نبراسـا .
     
    عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : (  قلت يا رسول الله أخبرني عن عمل يدخلني الجنة و يباعدني عن النار ؟ قال :  لقد جئت تسأل عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه : تعبد الله لا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم ، رمضان ، وتحج البيت , ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جُنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار , وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا - (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون ، فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونََ ) ... ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر ، وعموده ، وذروة سنامه ؟ ،  قلت : بلى , يا رسول الله قال :  رأسُ الإسلام , وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ،  ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كلّه ؟ فقلت  بلى يارسول الله , فأخذ بلساني ، وقال كف عليك هذا ،  فقلت : يا نبي الله , و إنا لمؤاخذون بما نتكلم ؟ فقال :  ثكلتك أمُّك , وهل يكبُّ الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلاّ حصائـد ألسنتهم ؟! )  رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
     
    وعن ابن عمر رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث مهلكات ، وثلاث منجيات ، وثلاث كفارات ، وثلاث درجات ، فأما المهلكات : فشح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه ، وأما المنجيات : فالعدل في الغضب والرضى ، والقصد في الفقر والغنى ، وخشية الله في السر والعلانية ، وأما الكفارات : فانتظار الصلاة بعد الصلاة ، وإسباغ الوضوء في السبرات ،  ونقل الأقدام إلى الجماعات ، وأما الدرجات فإطعام الطعام ، وإفشاء السلام ، وصلاة بالليل والناس نيام ) روه الطبراني والبيهقي.
     
    وعن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا يا رسول الله : وما هنّ ، قال الإشراك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا،  وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات) متفق عليه
    ،
    وخرج ابن ماجه من حديث ابن عمر رضي الله عنهمـا ، قال صلى الله عليه وسلم: ( خمس إذا ابتليتم بهنّ ،  وأعوذ بالله أن تدركوهنّ ،  لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلاّ فشا فيهم الطاعون ، والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلاّ أخذوا بالسنين ، وشدة المئونة ، وجور السلطان عليهم ، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلاّ منعوا القطر من السماء ،  ولولا البهائم لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله، وعهد رسوله ،  إلاّ سلط الله عليهم عدوا من غيرهم ، فأخذوا بعض ما في أيديهم ، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلاّ جعـل الله بأسهم بينهم )
     
    ومما ورد عن السلف من المواعظ الجليلة :  أصلح سريرتك يصلح الله علانيتك ، وأصلح ما بينك وبين الله ، يصلح الله ما بينك وبين الناس ، واعمل لآخرتك يكفك الله أمر دنياك ، وبع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا ، ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعا ، احذروا سخط الله في التقصير في أمره وما حكـم ، وفعل ما حرم ، وعدم الرضا بما قسم ،
     
    خير ما اكتسبت القلوب اليقين ، ومن لازم المراقبة سهلت عليه الطاعات ، وترك السيئات ، ومن انشغل بعيوبه لم يجـد وقتا لتتبع عيوب الناس ، ومن تتبع عورات الناس تتبع الله عورته
     
    وإذا عرفت نفسك لايضرك ما قيل فيك ، عليكم بقلة الأكل تعانون على قيام الليل ، وبالصوم تسد عليكم أبواب الفجور ، وتفتح أبواب العبادة ،
     
    وعليكم بقلة الكلام فإنه يلين القلب ، وعليكم بالصمت إلاّ عن الخير ، فإنه مفتاح الورع ، ومن أراد حلاوة الإيمان فليتجنـب محارم الله ، ومن أراد أن يكون قويا فليتوكل على الله ، ومن أراد أن الغنى فليرض بما قسم الله ، ومن أراد أن يتق الله في الناس فليحب لهم ما يحبُّ لنفسه ،
     
    وفضيلة العلم لاتعدلها فضيلة ، والفقه في الدين سيد العلم ، وغاية العلـم العمـل به ، والعلم ما نفع ، وليس ما حُفظ ، ولاخلاص إلاّ بالإخلاص ، ومن طلب الرئاسة في العلـم فرّت منه ، ومن طلبه لله رفعه ، 
     
    والتواضع خلق الكريـم ، والتكبر وصفُ اللئيم ،
     
    أشدّ الأعمال الجود من القلة ، والورع في الخلوة ، وكلمة الحق عند من ترجو وتخاف
     
    صحة النظر في الأمور, نجاة من الغرور ، والعزم في الرأي , سلامة من التفريط والندم ، والرويـّة والفكر , يكشفان عن الحزم والفطنة ، ومشاورة الحكماء , ثبات في النفس , وقوة في البصيرة ، رضا الناس غاية لا تدرك ، ليس إلى السلامة من ألسنة الناس سبيل , فعليك بما ينفعك فالزمه.
     
    الدنيا دحض مزلـَّة , ودار مذلـَّة , عمرانها إلى خرائب صائر, وساكنها إلى القبور زائر, شملها على الفرق موقوف , وغناها إلى الفقر مصروف , الإكثار فيها إعسار , والإعسار فيها يسار.
     
    فافزع إلى الله, وارض برزق الله , ولا تتسلف من دار فنائك إلى دار بقائك ،  فانَّ عيشك فـيءٌ زائل , وجدارٌ مائل , وأكثر من عملك , وأقصر من أملك.
     
    والخير في خمسة ، والشر في خمسـة ، الخير في تقوى الله ، والثقة بالله ، وغنى النفس ، وكف الأذى ، وكسب الحلال ، والشر في خمسة ، في إتباع الهوى ، والإعجاب بالرأي ، والشحُّ المطاع ، والكبـر ، والتعلق بالدنيا .
     
    الله أكبر الله أكبر الله لا إله إلا الله ، الله أكبر الله اكبر ولله الحمد
     
    هذا اليوم قبل صلاة العيد تُخـرج زكاة الفطر تقرُّباً إلى الله ،  وأداءً لفريضته ، وطعمة لإخوانكـم الفقراء ، والمساكين ، وطهرة للصائم من اللغو ، والرفث ، صاعا من قوت البلد ، عن كلِّ صغير ، وكبير ، وذكر ، وأنثى ، من المسلمين ، ولاتجب على الحمل في البطن ، ولا حرج إن أخرجها عنه ، وقـدأمرنا أن نؤديها قبل خروج الناس إلى الصلاة ، ولاحرج أن تُقـدَّم عـلى ذلك بليلة أو ليلتين ، فمن أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ، ومن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات ، ويجب أن يؤديـها تاركهـا ، حتى لو تعمد تأخيـرها إلى بعد صلاة العيد ، أو تكاسـل ، ويأثم بتعمِّده ، وأما من نسى أن يؤديها قبل صلاة العيد ، فيؤديها ، ولو بعد الصلاة ، ولايأثم ، فقد رفع القلم عن المخطىء ، والناسي ، والمكره
    ، 
    وقـد صحّ في الحديث استحباب صيام ست مـن شوال ، وأنّ من صام رمضان وأتبعه ستَّا من شوال ، فكأنه صام السنة كلَّها ، رواه مسلم
     
     
    اللهــم  إنا أسألك الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، و نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وشكر نعمتك ، وحسن عبادتك، وقلوبــا سليمة ، وألسنة صادقة ، ونسألك من خير ما تعلم ، ونعوذ بك من شر ما تعلم ، ونستغفرك لما تعلم؛ إنك أنت علام الغيوب.

    اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا و بين معاصيك ، و من طاعتك ما تبلغنا به جنتك، و من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا، و أبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا، و اجعله الوارث منا، و اجعل ثأرنا على من ظلمنا، و انصرنا على من عادانا، و لا تجعل مصيبتنا فى ديننا، و لا تجعل الدنيا أكبر همنا، و لا مبلغ علمنا، و لا تسلط علينا من لا يرحمنا

    اللهم انصر أمتنا ، وردّها إلى دينها ، ووحّدها أمة واحدة ، خلافتهــا فيمن خافك واتقاك وطلب رضاك
     
     
    اللهم حرر أسرانا في فلسطين ، والعراق ، وأفغانستـان ، وغوانتنامو ، وفي كل البلاد يارب العالمين.

    اللهم انصر المجاهدين في فلسطين ، والعراق ، وأفغانستان ، والصومال ، وكشمير ، والفلبين ، و الشيشان ،  وفي كلِّ مكان .
     
    اللهم كن لهم ولاتكن عليهـم ، وانصرهم ولا تنصر عليهم ، وانصرهم على من بغى عليهم ، اللهم خذ عنهم العيون ، واملأ قلوبهم رضا بك،  وبدينك ونبيّك ، واشرح صدورهم للجهاد ، وثبت أقدامهم ، اللهم كن لهم عونا ونصيرا ، واجمع كلمتهم ، وألف قلوبهم ، وسدد رميهم ، واجعل عاقبة جهادهم خيرا ورشدا ، اللهم اجعلنا من جنودك ، وارزقنا الشهادة في سبيلك ، واختم لنا بها حياة الصالحين ، اللهم هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ، واجعلنا للمتقين إماما ، الله آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار ، اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،  اللهم توفنا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين ، آمين
    الشيخ حامد العلي حفظه الله
    « كلمات حول جريمة حرق القرآنالرافضة و اليهود:تشريح مؤامرة »

    Tags وسوم : , , , ,
  • تعليقات

    لا يوجد تعليقات

    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق