• البحث عن رخصة إفطار لعباس

    رخصة لإفطار عباس

    ما يسميه الأمريكان (مؤشرات على تحرك عملية السلام في الشرق الأوسط) نسميه نحن (إفساد لصيام الفلسطينيين) الذين من الواضح أنهم – بقيادة الرئيس محمود عباس – يتجهون بعد صيام شاق ، نحو الإفطار علي (بصلة) ..هي بدء المفاوضات المباشرة مع العدو الصهيوني بدون أي ضمانات سوي تضييع مزيد من الوقت لالتهام ما تبقي من أرض القدس!. السيناريو الذي يجري رسمه حاليا يقوم للأسف علي محاولة من قبل الأمريكان و"الإسرائيليين" لإقناع الرئيس عباس باستئناف المفاوضات المباشرة عبر البحث عن (رخصة) تسمح بهذا الأمر وتحفظ ماء وجه السلطة الفلسطينية وتراجعها مقابل الصلف والرفض الصهيوني لأي تنازلات خصوصا وقف الاستيطان وهدم المنازل العربية ومقابر المسلمين (مأمن الله)

    ما يسميه الأمريكان (مؤشرات على تحرك عملية السلام في الشرق الأوسط) نسميه نحن (إفساد لصيام الفلسطينيين) الذين من الواضح أنهم – بقيادة الرئيس محمود عباس – يتجهون بعد صيام شاق ، نحو الإفطار علي (بصلة) ..هي بدء المفاوضات المباشرة مع العدو الصهيوني بدون أي ضمانات سوي تضييع مزيد من الوقت لالتهام ما تبقي من أرض القدس!.

     

    السيناريو الذي يجري رسمه حاليا يقوم للأسف علي محاولة من قبل الأمريكان و"الإسرائيليين" لإقناع الرئيس عباس باستئناف المفاوضات المباشرة عبر البحث عن (رخصة) تسمح بهذا الأمر وتحفظ ماء وجه السلطة الفلسطينية وتراجعها مقابل الصلف والرفض الصهيوني لأي تنازلات خصوصا وقف الاستيطان وهدم المنازل العربية ومقابر المسلمين (مأمن الله)

     

    هذه الرخصة الجديدة التي أعلنها الرئيس عباس بنفسه تقوم علي أن يصدر رباعي وسطاء السلام في الشرق الأوسط (اللجنة الرباعية التي تضم الأمم المتحدة وأمريكا وروسيا وأوروبا) بيانا يدعو "إسرائيل" إلى إيقاف الأنشطة الاستيطانية والتوصل إلى اتفاق خلال 24 شهرا ، وحينئذ "أنا اذهب رأسا إلى المفاوضات المباشرة" كما قال الرئيس عباس !.
    هذه الرخصة التي يبحث عنها الرئيس الفلسطيني - بدعاوي أنه يتعرض لضغوط دولية لدخول مفاوضات مباشرة مع "إسرائيل" – سعي للبحث عنها في اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية الأخيرة ، ولكن لجنة المتابعة العربية وضعت شروطا لبدء هذه المفاوضات حتى لا يتحمل العرب وزر هذه المفاوضات ، فكان لابد من البحث عن رخصة أخري دولية !.

     

    ويبدو أن هذه الرخصة الأخرى التي قدمتها السلطة الفلسطينية كانت مجرد طلب من اللجنة الرباعية أن تعيد إصدار بيان – سبق أن أصدرته في 19 مارس الماضي(!) – يطالب "إسرائيل" بوقف الاستيطان وأن يكون هناك سقف زمني للمفاوضات 24 شهرا ، وهي رخصة تسعي وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لإخراجها حاليا بحيث يبدأ التفاوض بعد عيد الفطر مباشرة ليفطر الفلسطينيون علي "بصلة" بعد صيام مرهق وشاق .
    فالبيان الذي سبق أن أصدرته اللجنة الرباعية في 19 مارس الماضي ينص على: وجوب إقامة دولة فلسطينية في أعقاب مفاوضات تستمر 24 شهرا، وأنه "يتعين على إسرائيل تجميد البناء في المستوطنات بشكل تام وتجنب هدم منازل فلسطينية في القدس الشرقية" ، وهو نفس البيان الذي يريد الرئيس الفلسطينية إعادة صدوره لكي يكون رخصة لهم لبدء التفاوض .
    في حين يستمر الصهاينة في إضاعة الوقت في هذه المفاوضات العقيمة حتي يتسني لهم تنفيذ مخططهم المدروس لتهويد كل القدس وهدم المنازل والآثار العربية والإسلامية وليس آخرها تجريف قرابة 350 قرب من قبور الصحابة والقادة المسلمين في مقبرة مأمن الله بالقدس !.

     

    تجهيزات اللحظة الأخيرة !
    ومع أن مبعوث "السلام" الأمريكي ميتشيل غادر المنطقة دون إعلان إطلاق هذه المفاوضات المباشرة كما كان متوقعا ، فقد ظهرت مؤشرات علي أن هذا لا يعني فشل جولته ، وإنما العكس صحيح وهناك تجهيزات تتم للحظة الأخيرة المتعلقة بإعلان انطلاق المفاوضات المباشرة .
    من ذلك أن نائب ميتشيل (ديفيد هول) لا يزال في المنطقة يشرف علي باقي الترتيبات ، ومنها أن هيلاري كلينتون قالت أنها ستجتمع مع ممثلي اللجنة الرباعية الدولية قريبا لإطلاق هذا النداء الذي طالبت به السلطة الفلسطينية ضمن ما قالت أنه (صيغة جديدة) لإطلاق المفاوضات .
    ومنها أيضا قول المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيلبيب كراولي أن الترتيبات جارية حاليا لتحديد تفاصيل تتعلق بموعد بدء المفاوضات وأين ومن سيشارك فيها ؟ .. أي أن الأمر يبدو محسوما ، وما سفر ميتشيل لواشنطن سوي لوضع اللمسات الأخيرة علي صيغة التنازل الفلسطينية الجديدة لبدء التفاوض وإخراجها بشكل يحفظ ماء وجه السلطة ، وما لقاءات القادة العرب (مبارك وعبد الله وعباس) في القاهرة سوي تحصيل حاصل لما يجري بالفعل ومحاولة فلسطينية لإقناعهم بهذه الصيغة التي تمثل مخرجا لمأزق استئناف التفاوض المباشر وهي إصدار مجرد بيان من اللجنة الرباعية يحث "إسرائيل" علي وقف الاستيطان دون أن يلزمها بذلك !!.

     

    أيضا قال مسئول فلسطيني أن الإدارة الأميركية "بالتنسيق مع أطراف اللجنة الرباعية" في طور إعداد الدعوة للمفاوضات المباشرة وان "اتصالات فلسطينية مكثفة تجري مع كل أطراف الرباعية من اجل ضمان أن تشكل الدعوة أساسا لمفاوضات حقيقة وجادة تقود لسلام حقيقي ودائم في المنطقة " فالجانب الفلسطيني يريد "جدول أعمال وسقفا زمنيا يقوم على أساس وقف الاستيطان بمرجعية حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما يشمل القدس " .

     

    والملفت أن كل هذه الاقتراحات الفلسطينية والعربية لبدء المفاوضات المباشرة تجري للتغلب علي رفض تل أبيب وقف الاستيطان في القدس ، فالرئيس عباس قال أنه قدم ثلاثة اقتراحات تتعلق بالعودة إلى المفاوضات المباشرة هي: أن يصدر بيان من الرئيس الاميركي يحدد مرجعية المفاوضات والاقتراح الثاني عقد لقاء ثلاثي بين السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة و"إسرائيل" لتحديد مبادئ المفاوضات، وهما اقتراحان تم رفضهما .
    وأضاف أن "الاقتراح الثالث يتعلق بإصدار بيان من اللجنة الرباعية يحدد مرجعية المفاوضات وهذا الاقتراح يبحث ولم نتلق ردا نهائيا حوله" ، ولكن كل المؤشرات تؤكد أنه خيار مقبول وبدا العمل من أجل إقراره بالفعل .
    سر العجلة!
    ولكن ما هو سر هذه العجلة الأمريكية والفلسطينية و"الإسرائيلية" معا علي بدء مفاوضات مباشرة لا قيمة لها في ظل فرض الصهاينة أمر واقع علي القدس ورفضهم بحث مسألة الوضع النهائي للدولة الفلسطينية وقضايا الحدود واللاجئين التي تكسرت علي شواطئها كافة أمواج المفاوضات السابقة ؟!.
    السر يكمن في أن ما يسمي (التعليق الجزئي) لبناء "المستوطنات الإسرائيلية" في الضفة الغربية المحتلة لمدة عشرة أشهر الذي أمر به نتنياهو في نوفمبر الماضي يوشك على الانتهاء في 26 سبتمبر ، الأمر الذي قد يمثل تهديدا خطيرا للمحادثات ويؤدي لعدم إكمالها .
    السر يكمن أيضا في أن الجامعة العربية أعطت "إسرائيل" فرصة لكي تثمر المفاوضات غير المباشرة تنتهي في أغسطس الجاري ما يعني أنه لابد من التحرك قبل غلق الجامعة العربية بوابة التفاوض مع إسرائيل بعد انتهاء المهلة .

     

    ويسعى الأمريكان للضغط لبدء المفاوضات بحيث يقوم نتنياهو لاحقا بتجديد أمر الوقف الجزئي للاستيطان لمدة ستة أشهر أخري مثلا بما يدفع المفاوضات للأمام ويحقق نقلة .
    وخطورة هذا التوجه الفلسطيني الجديد أنه يلغي عمليا دور الجامعة العربية التي أصدرت توصيات ترفض فيها المفاوضات المباشرة ما لم تلتزم "إسرائيل" بجملة شروط منها تحديد سقف زمني للتفاوض وحدود الدولة الفلسطينية.

     

    في البداية سعي الأمريكان والصهاينة لتسويق فكرة موافقة لجنة مبادرة السلام العربية التي انعقدت يوم السبت (31/7) بمقر جامعة الدول العربية، علي بدء المفاوضات المباشرة وأنها أعطت الضوء الأخضر لاستئناف المفاوضات المباشرة وبدون شروط ، فنفت الجامعة ذلك بوضوح علي لسان (مصدر مسئول بجامعة الدول العربية) في بيان أصدره المكتب الإعلامي للجامعة حيث أعلن "المصدر" أن التقارير التي تحدثت عن ضوء أخضر "غير دقيقة"، وأن (هناك مجموعة من الخطوات الضرورية المطلوبة من أجل استئناف المفاوضات بحيث تكون مثمرة).
    حينئذ فوجئ الجميع بكشف مسئولين فلسطينيين أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تلقى رسالة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعاه فيها إلى البدء بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل, محذرا من أن عدم القيام بذلك سيضر بالعلاقة الأمريكية الفلسطينية !!.

     

    والملفت هنا أن رسالة أوباما التي أعلن عنها يرجع تاريخها إلي يوم 16 يوليه الماضي (بحسب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لبي بي سي) ، أي قبل اجتماع مجلس المبادرة في الجامعة بعشرة أيام تقريبا، ما يثير تساؤلات حول توقيت إعلان هذا الإنذار الأمريكي ولماذا أخفاه مسئولي السلطة الفلسطينية ثم أعلنوه !؟ وهل الهدف هو إخراج القصة كأنها ضغوط أمريكية (خصوصا أن تسريبات أخري صحيفة تحدثت عن تلقي دول عربية أخري ضغوط أمريكية لحث الفلسطينيين علي بدء مفاوضات مباشرة سريعا" !.

     

    الرئيس أوباما قال لأبو مازن – كما أعلن – أنه (في حالة قبولكم دخول المحادثات المباشرة سنعمل سويا على تحقيق هدف الدولتين، دولة فلسطينية متواصلة ذات سيادة قابلة للحياة تعيش في أمن وسلام إلى جانب إسرائيل ، وأن الإدارة الأمريكية ستعمل على وقف الاستيطان اذا بدأت المفاوضات المباشرة لكن دورها سيكون أقل اذا لم يتم ذلك!) .
    وهو موقف غريب، إذ كيف تمنع الإدارة الأمريكية المستوطنات بعد بدء المفاوضات وهي لم تفعلها قبل المفاوضات ؟ أم أنها خطة أمريكية – صهيونية لإعطاء الصهاينة الفرصة (خلال فترة التفاوض) لخلق واقع جديد في القدس والأرض المحتلة ثم فرضه علي الفلسطينيين في المفاوضات !؟.
    مسئول فلسطيني رفض كشف اسمه قال أن رسالة أوباما تتألف من 16 بندا, وجاء في البند الأول منها أنه آن أوان التوجه إلى المفاوضات المباشرة مع "إسرائيل" والبند الثاني أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو أصبح جاهزا للانتقال الى المفاوضات المباشرة في أعقاب اللقاء الذي عقده مع اوباما مؤخرا في واشنطن ، والبند الثالث أن الرئيس الأمريكي أكد أنه لن يقبل بالتوجه إلى الأمم المتحدة بدلا من الانتقال إلى المفاوضات المباشرة !.
    وقال أن أوباما حذر في رسالته عباس من أن رفضه الانتقال الى المفاوضات المباشرة مع "إسرائيل" الشهر الجاري (أغسطس) ستكون له تبعات على العلاقات الأمريكية الفلسطينية .

     

    وهذه الرسالة معناها أولا أن أوباما انتقل من الضغط علي المحتل (نتنياهو) – كما أوهمنا في البداية – للضغط علي الفلسطينيين (الضحية) ، ومعناها (ثانيا) أن أوباما اتخذ قراره ببدء المفاوضات المباشرة وأنه لا اعتبار لقرار فلسطيني أو عربي .
    وقد أكد هذا رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو عندما أعلن أن المفاوضات المباشرة مع السلطة الفلسطينية ستبدأ منتصف الشهر الحالي أغسطس، وأكّد أن تل أبيب "لا تنوي" قبول شروط السلطة بشأن تجميد البناء في المستوطنات.
    أما معني رسالة أوباما (الثالث) والأخطر، فهو أن أوباما وأمريكا سيعرقلون رغبة العرب في الانتقال بالقضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن – حسبما أعلنت جامعة الدول العربية في وقت سابق – وبالتالي فليس أمامهم سوي قبول التفاوض المباشر مرة أخرى بدون ضمانات وبدون أي سقف زمني !.
    أخشي ما أخشاه أن يفطر إخواننا الفلسطينيون شهر رمضان ثم يفطروا علي بصلة عباس الجديد وهي استئناف المفاوضات المباشرة بدون أي ضمانات!

    


    « صلوا علي الغائب إن لم أعدلاحة الخيارات »

    Tags وسوم : , , , , , ,
  • تعليقات

    2
    مواطن عربي
    الأربعاء 25 أغسطس 2010 في 15:52

    فلسطين بلادنا ...عاجلا أم اجلا سوف نحررها ..نحن لا نعترف باسرائيل كدولة مطلقا على المستويات العلمية و التجارية و الشعبية ...الخ ، الاعتراف باسرائيل كدولة على المستوى الدبلوماسي فقط و هو بارد جدا و لا يعول عليه ... كل الشعوب الحرة ، بما فيها العرب و المسلمون ينظرون الى فلسطين على أنها الجزء من الجسد العالمي الذي احتلته الفيروسات و الميكروبات المدعوة "اسرائيل " يهودها و صهاينتها ... فلسطين بلاد عربية مسلمة تقبع تحت الاحتلال الاسرائلي ، لن يرضينا التفاوض ، لن يرضينا جزء من بلادنا ، و لا نصمت لقاء المال أو المصالح ، و لن يثنينا دعم أحد لا سرائيل .... لن نذوق طعم النوم طالما أن شبرا من بلادنا تحت الاحتلال ..طالما أن في بلادنا نجاسة اليهود و الصهاينة ...و لن نقبل بأقل من بلادنا كاملة ... نحن فلسطينيون بصرف النظر النظر عن الجنسيات التي يحملها الشعب الفلسطيني أوروبية كانت أو أمريكية أو عربية أو غيرها ...و سنربي أبنائنا و أحفادنا على هذا ...لن تجدوا العدد الحقيقي للفلسطينين في المصادر الاحصائية ...لن تجدوه في أي مكان ...انههم في كل مكان ... ان يوما يعود فيه اليهود و الاسرائيليون و الصهاينة كالجرذان الباكية لهو يوم ات لا محالة ، قال تعالى (ضربت عليهم الذلة و المسكنة و باؤوا بغضب من الله ) صدق الله العظيم

    1
    ابو عرب
    الجمعة 20 أغسطس 2010 في 21:45
    السلام عليكم .اوجه شكري وامتناني العميق للقائمين على
    هذا الموقع الرائع
    اتمنى من جميع الفلسطينين في شتى بقاع الارض ان يكتبوا
    تعليقات عن فلسطين واحتلال فلسطين في جميع لغات
    العالم ليثبتوا للعالم ان فلسطين دولة عربية اسلامية
    وانه لا يوجد شيء اسمه دولة اسرائيل وان الشعب
    الفلسطيني موجود وله الحق في تحرير وطنه من
    الاحتلال الصهيوني بجميع الوسائل المتاحة.
    ارجو من جميع من يهمهم تحرير فلسطين ان يخصصوا
    ساعة يوميا على الاقل لكتابة التعليقات بكل لغات العالم
    وهذا اقل شيء يمكن تقديمه للوطن . فلسطين دولة عربية
    اسلامية حرة ابية وستبقى شاء من شاء وابى من ابى
    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق