• شاهزاد..الذي أربك أمريكا

    حالة رعب في نيويورك

    ما أن أعلن عن العثور على سيارة مفخخة في ميدان "تايمز سكوير" في مدينة نيويورك الأمريكية في مطلع مايو / أيار ، إلا وسارع كثيرون للتحذير من تداعيات هذا الحادث على مسلمي أمريكا ، إلا أن النقطة الجوهرية التي لم يتطرق لها البعض هي أن واشنطن تحصد حاليا ما زرعته والمقصود هنا الحرب على ما يسمى بالإرهاب ، فتلك الحرب والتي استهدفت العرب والمسلمين بالأساس لم تحقق للولايات المتحدة الأمن المنشود بل إنها فجرت واقعا مؤلما ليس في العراق وأفغانستان فقط وإنما داخل أمريكا نفسها ، حيث انتقلت ساحة المعركة فيما يبدو إلى عقر دارها ......ما أن أعلن عن العثور على سيارة مفخخة في ميدان "تايمز سكوير" في مدينة نيويورك الأمريكية في مطلع مايو / أيار ، إلا وسارع كثيرون للتحذير من تداعيات هذا الحادث على مسلمي أمريكا ، إلا أن النقطة الجوهرية التي لم يتطرق لها البعض هي أن واشنطن تحصد حاليا ما زرعته والمقصود هنا الحرب على ما يسمى بالإرهاب ، فتلك الحرب والتي استهدفت العرب والمسلمين بالأساس لم تحقق للولايات المتحدة الأمن المنشود بل إنها فجرت واقعا مؤلما ليس في العراق وأفغانستان فقط وإنما داخل أمريكا نفسها ، حيث انتقلت ساحة المعركة فيما يبدو إلى عقر دارها .

    صحيح أن طالبان باكستان نفت مسئوليتها عن السيارة المفخخة التي تم العثور عليها في ميدان "تايمز سكوير" ، كما نفت أي علاقة لها بالمشتبه به الرئيسي في محاولة التفجير فيصل شاهزاد ، إلا أن المتحدث باسم "طالبان باكستان" عزام طارق جدد في تصريحات لشبكة "سي ان ان" الإخبارية الأمريكية في 5 مايو / أيار تهديدات الحركة بشن هجمات داخل الولايات المتحدة.

    وأضاف أن الحركة أرسلت مقاتليها إلى الولايات المتحدة وأن نتيجة هذا القرار ستظهر في القريب العاجل ، ورغم أن البعض قد يعتبر ما سبق مجرد دعاية نفسية ، إلا أن حادثة "تايمز سكوير" أكدت أن الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها واشنطن عقب هجمات 11 سبتمبر لم تمنع محاولات تكرار مثل تلك الهجمات ، بالإضافة إلى أن استمرار الحرب في أفغانستان وقصف مناطق القبائل في باكستان جاء بنتائج عكسية تماما ولم يوفر الأمن لأمريكا أو للدولتين المسلمتين المنكوبتين.

                                                         فــــــورت هود



    حالة رعب في نيويورك




    ولعل حادثة "فورت هود" تدعم ما سبق ، حيث قام الميجور نضال مالك حسن الذي يعمل طبيبا نفسيا في الجيش الأمريكي في 5 نوفمبر 2009 بإطلاق النار من مسدسين على الجنود في مستشفى بقاعدة فورت هود العسكرية بتكساس ، مما أدى إلى مقتل 13 جنديا أمريكيا وإصابة 30 آخرين ، قبل أن يتمكن حراس المستشفى من إصابته.

    الهجوم الذي قام به الميجور نضال حسن مالك لم يكن فقط بسبب تعرضه للتمييز على خلفية دينه الإسلامي لأن هذا الموضوع بات أمرا معتادا لمسلمي أمريكا منذ أحداث 11 سبتمبر كما أنه قضى 20 عاما من الخدمة في الجيش الأمريكي ولم يقدم من قبل على هذا التصرف وهو ما رجح أن للأمر أبعاد أخرى ويبدو أنها لم تخرج عن حرب أفغانستان .

    فالميجور نضال كان يعمل في الجيش الأمريكي كطبيب نفسي وعالج المئات من الجنود العائدين من القتال في أفغانستان والعراق وسمع منهم حكايات كثيرة عن المآسي التي تحدث هناك ، هذا بالإضافة إلى الإعلان عن مقتل عشرات المدنيين هناك بشكل شبه يومي دون أي ذنب .

    الأمورالسابقة جعلت الميجور نضال يشعر بخيبة أمل فيما يتعلق بالعمليات العسكرية الأمريكية في العراق وأفغانستان ، وما أن أعلن أوباما عن اعتزامه إرسال قوات إضافية لأفغانستان وجاء اسم نضال ضمن تلك القوات الإضافية ، إلا وشعر الميجور المسلم بغضب شديد وحاول الاستقالة من الجيش إلا أن طلبه قبول بالرفض ، وبالنظر إلى أنه كان من المقرر أن يحسم أوباما قراره حول حجم القوات الإضافية التي سيتم إرسالها لأفغانستان يوم الخميس الموافق 5 نوفمبر 2009 ، فقد سارع الميجور نضال للتعبير عن رفضه لهذا الأمر بطريقته الخاصة .

    ويبدو أن صحيفة  "واشنطن بوست " الأمريكية تتفق مع الفرضية السابقة ، فهى أكدت أن الميجور نضال أبعد ما يكون عما أسمته التطرف ، إلا أن قيامه بالهجوم كان بسبب نقله للخدمة في أفغانستان .

    ومع أنه كان يجب على أوباما أن يستفيد من الهجوم السابق عبر تجنب تكرار أخطاء سلفه بوش ، إلا أنه أصر على إرسال قوات إضافية لأفغانستان وتكثيف الهجمات على منطقة القبائل في باكستان ، ولذا لم يكن مستغربا أن يقع حادث "تايمز سكوير" والذي لم يكشف فقط عدم جدوى الإجراءات الأمنية المشددة وإنما أشار أيضا إلى أن حرب أمريكا على الإرهاب لم تحقق أي من أهدافها بل إنها خلقت جيلا جديدا من "الأعداء" غير المعروفين لأجهزة الاستخبارات الأمريكية ولعل إلقاء نظرة على حياة المشتبه به بمحاولة تفجير سيارة مفخخة بميدان "تايمز سكوير" بمدينة نيويورك فيصل شاهزاد والارتباك الأمريكي الذي أعقبه يدعم ما سبق .

    وكانت السلطات في مدينة نيويورك الأمريكية أعلنت أن شرطة المدينة تمكنت في مطلع مايو / أيار بعد تلقيها إخبارية من بائع متجول من إبطال مفعول سيارة مفخخة كانت مركونة في ساحة "تايمز سكوير" في قلب المدينة ، مفشلة بذلك "عملا إرهابيا" كان سيفتك بالعديد من البشر.

    وقال عمدة مدينة نيويورك مايكل بلومبيرج في مؤتمر صحفي : "ليست لدينا فكرة عمن ارتكب هذا العمل ودوافعه ، من الواضح أن القنبلة المكونة من قناني غاز البروبان وبنزين وألعاب نارية كانت قد أعدت بشكل يفتقر إلى الاتقان والحرفية ، ورغم أن المتفجرات التي عثر عليها بدائية الصنع لكنها يمكن أن تحدث كرة نارية كبيرة الحجم وتنشر الشظايا بما يكفي لقتل المارة ".

    وتابع "كنا محظوظين جدا ، فبفضل يقظة سكان مدينة نيويورك وكفاءة وحرفية جهاز الشرطة تمكننا من تجنب وقوع حادث مميت فعلا" .

    ونشرت قوات الأمن الأمريكية مئات من قوات الشرطة المدججة بالسلاح وعملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي " اف بي اي " في الشوارع وخبراء المفرقعات ، فيما تم إخلاء المنطقة التي تحتوي على الكثير من المسارح ودور العرض السينمائي وتعد مقصدا جيدا للسائحين.

    واللافت للانتباه أن ميدان "تايمز سكوير" يقع على بعد أربعة أميال إلى الشمال من موقع مركز التجارة العالمي الذي انفجر في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 وهو الأمر يضع كثيرا من علامات الاستفهام حول مدى استفادة أمريكا من الأخطاء التي وقعت بها قبل وخلال هجمات 11 سبتمبر . 

                                                   تصريحات متخبطة 
     


    حالة رعب في نيويورك

    حالة رعب في نيويورك

    وما يضاعف من الدهشة هو ردود أفعال المسئولين الأمريكية المتضاربة والمرتبكة تجاه حادثة " تايمز سكوير " ، حيث أعلن وزير العدل الأمريكي إريك هولدر أنه تم اعتقال شاهزاد في اللحظات الأخيرة قبل مغادرته الولايات المتحدة على متن طائرة تابعة لشركة طيران الإمارات كانت في طريقها إلى إمارة دبي فجر الثلاثاء الموافق 4 مايو ، فيما أعرب مسئول أمني أمريكي آخر عن اعتقاده بأن المشتبه به لم يكن يعمل بشكل منفرد ، وأشار إلى أن شاهزاد قام بشراء السيارة المستخدمة في تنفيذ العملية بمبلغ 1800 دولار، قائلا :" لا يمكنك أن تقوم بإنفاق مبلغ كهذا من تلقاء نفسك" .
    وأضاف أن شاهزاد وهو باكستاني الأصل كان حصل على الجنسية الأمريكية في 17 إبريل/ نيسان 2009 وسافر إلى دبي في يونيو/ حزيران 2009 وعاد منها في الثالث من فبراير/ شباط عام 2010.

    وسرعان ما خرج وزير العدل الأمريكي إريك هولدر ليعلن مجددا أن  شاهزاد كان زار باكستان مؤخرا لمدة خمسة أشهر عاد بعدها إلى الولايات المتحدة في فبراير / شباط الماضي ، موضحا أنه أقر بتورطه بحادث "تايمز سكوير" وأنه وجهت إليه خمس تهم من أبرزها محاولة ارتكاب عمل إرهابي ومحاولة استخدام سلاح للدمار الشامل ومحاولة قتل وتشويه أناس داخل الولايات المتحدة ويواجه حكما بالسجن مدى الحياة في حال إدانته.

    وأضاف أن شاهزاد " 30 عاما " اعترف بأنه عمل بمفرده وكان تعلم اعداد المتفجرات في اقليم وزيرستان في باكستان قبل أن يحاول تفجير سيارة مفخخة في وسط نيويورك.

    ورغم أن هولدر أكد مجددا أن شاهزاد اعتقل بعد مطاردة مكثفة لمدة 48 ساعة في مطار "جون كينيدي" حيث كان يتأهب لمغادرة الولايات المتحدة متوجها إلى دبي ، إلا أن شركة طيران الإمارات أكدت في 5 مايو أن الأمريكي الباكستاني المولد المتهم بمحاولة تفجير قنبلة في ميدان "تايمز سكوير" بنيويورك كان متجها إلى باكستان عندما تم إنزاله من طائرة متجهة إلى دبي قبل رحيلها.

    وأضافت أن شاهزاد اعتقل بعد إنزاله من طائرة لشركة طيران الإمارات كانت توشك على الرحيل إلى دبي ، موضحة أنه تم إنزال ثلاثة أشخاص من الطائرة لكن أعيد إثنان إليها في وقت لاحق بعد التأكد من أنهما لا يمثلان خطرا كما تم إنزال جميع الركاب وإخضاعهم لأجهزة المسح قبل اتجاه الطائرة إلى دبي.

    وسرعان ما كشفت وسائل الإعلام الأمريكية أن السلطات الأمريكية التي تحقق فيما إذا كانت الإمارات قد ارتكبت خطأ عندما سمحت لشاهزاد بركوب إحدى طائراتها كانت ضمت اسمه بعد حادث " تايمز سكوير" إلى قائمة المحظورين من السفر في وقت مبكر من صباح الاثنين الموافق 3 مايو ، إلا أن شاهزاد استطاع شراء تذكرة من شركة طيران الإمارات للتوجه إلى دبي واستطاع تجاوز الإجراءات الأمنية في مطار "جون كينيدي" مساء اليوم ذاته وهو الأمر الذي أحرج السلطات الأمريكية بشدة وأكد عدم فعالية إجراءاتها الأمنية .

    وبالإضافة إلى ما سبق ، فإن إلقاء نظرة على حياة شاهزاد يشكك أيضا في جدوى تلك الإجراءات الأمنية ويرجح أن "الخطر" أصبح مجهولا .

                                                    مغامرة في قلب نيويورك 


    مدونة لقمان

    ميدان تايمز سكوير

    فشاهزاد ولد في يونيو / حزيران عام 1979 في منطقة بابي في الجزء الباكستاني من إقليم كشمير وهو متزوج وله طفلان ويعتقد أن زوجته وطفليه ما زالوا يعيشون في باكستان .

    وانتقل للعمل في الولايات المتحدة حيث عمل لمدة ثلاث سنوات كمحلل مالي صغير في شركة "نورولك" في ولاية كونكتيكت وحصل على الجنسية الأمريكية في 2009 وترك العمل في الشركة في العام ذاته ، .وكشفت وسائل الإعلام الأمريكية أنه كان يسكن في مدينة بريج بورت في ولاية كونكتيكت .

    وبالنسبة لتفاصيل حادث "تايمز سكوير" ، أشار مسئولون أمريكيون إلى أنه هو من اشترى سيارة دفع رباعي من طراز "نيسان باثفايندر" وجدت محملة بالمتفجرات في وسط نيويورك وأوضحوا أن تلك السيارة التي لم تنفجر شكلت دليلا رئيسيا استخدمته الشرطة الأمريكية لمتابعة شاهزاد ، حيث عثرت الشرطة من خلال أرقام السيارة على مالكها السابق الذي قال إنه باعها لشاهزاد مقابل مبلغ نقدي دون أوراق رسمية ، موضحا أنه كان يحتفظ برقم الهاتف المحمول لشاهزاد وأعطاه للشرطة التي أكدت فيما بعد أن الهاتف ذاته استخدم للاتصال بمحل لبيع الألعاب النارية في ولاية بنسلفانيا.

    ورغم أن أسرته في باكستان نفت صحة الاتهامات الأمريكية الموجهة له واستبعدت تورطه في حادث "تايمز سكوير" ، كما نفت طالبان باكستان علاقتها به ، إلا أن وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي أعلن أنه يعتقد أن هذا الهجوم الفاشل كان للانتقام من الولايات المتحدة بسبب استهدافها أتباع طالبان والمدنيين في وزيرستان .

    كما أعلن مسئول في المخابرات الباكستانية أن شاهزاد كان تلقى تدريبا على السلاح في شمال غربي باكستان في معسكر قرب مدينة كوهات التي تعد معقلا لطارق افريدي أحد قادة طالبان .

    وسواء تأكدت صلة شاهزاد بطالبان باكستان أم تصرف من تلقاء نفسه ، فإن كثيرين رجحوا أن هناك سببا قويا دفع شاهزاد للإقدام على ما فعله وتضحيته بسلامته الشخصية وحياته الأسرية رغم أن تصرفه مرفوض جملة وتفصيلا  ، وإلى حين تتضح الحقيقة ، فإن وسائل الإعلام الأمريكية ركزت على احتمال سعيه للانتقام مما يحدث في باكستان وأفغانستان .

    المحيط

    « تشريح مؤامرةسقوط الأنظمة »

    Tags وسوم :
  • تعليقات

    1
    أسعد التمي
    الجمعة 7 ماي 2010 في 00:56
    أقاموا الدنيا من أجل برميل وقود في سيارة ... و في العراق مفخخات بالجملة و بأفغانستان .. و لكن دماء المسلمين ليس من يدافع عنها.. صرنا غثاءا كغثاء السيل... و تأمر الرويبضة و حكموا بغير شرع الله..و أفسدوا الأمة .. و نهبوا ثرواتها قبل العدو ...
    أرجوا أن لا يحذف تعليقي...فقد صرت لا أجد منبرا .. اللهم فاشهد
    • الإسم / المستخدم:

      البريدالإلكتروني (اختياري)

      موقعك (اختياري)

      تعليق


    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق