• حكام الكارتون وخطاب كلنتون

    مدونة لقمان

    إن الناظر المتفحص لما جاء في خطاب كلينتون أمام منظمة إيباك الصهيونية يخلص إلى نتيجة واضحة أن أمريكا ماضية في دعمها للكيان الصهيوني المحتل إلى أبعد الحدود وإنها مستعدة لخوض حرب عالمية ثالثة دفاعا عن أمن الكيان الصهيوني الذي تراه الإدارة الأمريكية بنص خطاب كلينتون من صميم أمنها القومي ...

     

    بيــــــــــــــــــــــــان

    استهجان صمت حكام " الكارتون" عما جاء في خطاب كلينتون



    الحمد لله القائل في كتابه العزيز:*َالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ *[الأنفال:73]والصلاة والسلام على أشرف المرسلين القائل في الحديث الصحيح: "المؤمن للمؤمن كالبيان المرصوص يشد بعضه بعضا" وعلى آله وصحبه أجمعين.


    مما لاشك فيه أن الكيان الصهيوني علا في الأرض وأكثر فيها الفساد ولم يجد من الأنظمة العربية والإسلامية من يوقفه عند حده والذي جرأه على ذلك وأمده بالمال والسلاح والسطوة الإعلامية التي تزيف الحقائق وتقلب الأمور رأسا على عقب إنما هي الإدارة الأمريكية الغاشمة وخير دليل على ما نقول ما جاء في خطاب وزيرة الخارجية الأمريكية البارحة والتي قالت كلاما كثيرا لسنا الآن بصدد عرضه ونقده جملة جملة وإنما سنقف عند قولها " إن إسرائيل القوية الآمنة ضرورية وحساسة لمصالحنا الإستراتجية الخاصة بنا نحن إننا نعلم بأن القوى التي تهدد إسرائيل تهدد الولايات المتحدة الأميركية أيضا " وهي الجملة التي اهتزت لها قاعة إيباك وشهدت عاصفة حارة من التصفيق وقوفا كما أن القاعة اهتزت مرة أخرى بالتصفيق الحار عند قولها " إن الولايات المتحدة الأمريكية مصممة على منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية " وهذا يدل دلالة قاطعة وبشهادة وزيرة الخارجية الأمريكية على أن إسرائيل استقوت واستعلت بمساندة الإدارة الأمريكية التي تضمن لها التفوق العسكري بإمدادها بحوالي ثلاثة مليارات دولار كمساعدة عسكرية سنويا وتدافع عن إجرامها وإرهابها وبطشها بالشعب الفلسطيني في المحافل الدولية ومن أجل ذلك قاطعت مؤتمر دربن2 المنعقد في جنوب إفريقيا وانتقدت تقرير غولدستون الذي يدين إسرائيل في حربها على غزة الصامدة والمجاهدة التي تشكوا ظلم الأنظمة العربية والإسلامية إلى الله.



    إن الناظر المتفحص لما جاء في خطاب كلينتون أمام منظمة إيباك الصهيونية يخلص إلى نتيجة واضحة أن أمريكا ماضية في دعمها للكيان الصهيوني المحتل إلى أبعد الحدود وإنها مستعدة لخوض حرب عالمية ثالثة دفاعا عن أمن الكيان الصهيوني الذي تراه الإدارة الأمريكية بنص خطاب كلينتون من صميم أمنها القومي .


    * لقد مضى على خطاب كلينتون أزيد من 24 ساعة ولم يرد عليه حاكم أو ملك أو أمير أو رئيس في طول البلاد العربية والإسلامية وعرضها وكان الواجب الشرعي والقومي والسياسي والإنساني أن يرد عليها فور انتهائها من خطابها الأرعن الذي يذكرنا بتصريحات كوندليزا رايس الذي راحت تمجد الكيان الصهيوني وتزين اغتصابه للأرض وإرهابه الممقوت الذي طال الصغار والكبار الشيوخ والعجائز والأطفال الأبرياء وأمام هذا السكوت المريب يتوجب علينا أن نصدع بالكلمات التالية التي تضع النقاط على الحروف.

    أولا : إن سكوت حكام الدول العربية والإسلامية على خطاب وزيرة الخارجية الأمريكية يدل دلالة قاطعة على أنهم لا يمثلون شعوبهم لأن الشعوب العربية والإسلامية وكل من كان فيه نزعة إنسانية يدرك أن الإدارة الأمريكية لا تهمها مصالحها مع الدول العربية والإسلامية بقدر مايهمها مصالحها مع الكيان الصهيوني الذي تجمعها به قيم مشتركة أبدية وهذا التصرف يعتبر صفعة قوية على وجوه حكام الدول العربية والإسلامية الذين يتمسحون على أعتاب الإدارة الأمريكية ويتملقونها.

    ثانيا: على علماء ودعاة الأمة الإسلامية القيام بواجبهم الشرعي في بيان تخاذل الأنظمة العربية المفصولة عن تطلعات شعوبها لنصرة الحق والمظلوم ووجوب السعي في تغييرهم واستبدالهم بآخرين لا يكونون أمثالهم.

    ثالثا: على الشعوب العربية والإسلامية القيام بواجبها نحو نصرة القضية الفلسطينية والدفاع عن مقدسات المسلمين وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويمكن أن تتم تلك النصرة بالطرق التالية:


    أ‌- يخص العرب والمسلمين المتواجدين في ديار الغربة تقديم كل ألوان المساعدة المالية والسياسية والشعبية والقانونية والمعنوية بما أن تغلغل اللوبي الصهيوني في مفاصل المؤسسات الأمريكية على اختلافها فإن الواجب يتعاظم على المسلمين والعرب المتواجدين في أمريكا حيث يجب عليه أن ينظم صفوفه على اختلاف توجهاتهم الفكرية والسياسية ويجعل من نصرة قضية فلسطين قاسما مشتركا يجمعهم ويجعل لهم قوة مؤثرة وضاغطة يحسب لها ألف حساب وإن كان واجب النصرة واجبا على كل من سكن ديار الغرب كل حسب قدرته واستطاعته.

    ب‌- أما الشعوب العربية والإسلامية في داخل أوطانها فيجب عليها واجب النصرة بمفهومها الشامل بداية من الدعاء الخالص ونهاية بتحدي الأنظمة التي تلتزم الصمت وتقمع الشعوب التي تريد نصرة إخوانهم في أرض الإسراء والمعراج وتمنعهم من حق التظاهر وحرية التعبير العام ومن الأشياء التي يجب التنبيه عليها أن تقوم الشعوب العربية والإسلامية (حسب القدرة والاستطاعة) بإلحاق الضرر بالمصالح الأمريكية المتواجدة على أراضي الدول العربية والإسلامية بحكم أن الإدارة الأمريكية هي التي تساند الكيان الصهيوني وتمده بالأسلحة الفتاكة التي يقتل بها الشعب الفلسطيني فهي دولة محاربة وليست دولة مسالمة أو محايدة وصدق الله العظيم إذ يقول:"وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة".

    ج- ولاشك أنه يجب على الحكام والملوك والأمراء والرؤساء ما لا يجب على العلماء وعلى عامة الشعوب بحكم القدرة السياسية والعسكرية والمالية والاقتصادية والإعلامية والقانونية التي هي تحت أيديهم وباستطاعتهم بحكم مناصبهم أن يوظفوها لخدمة ونصرة القضية الفلسطينية العادلة فما أسهل أن يجتمع هؤلاء الحكام لقرروا مقاطعة الولايات الأمريكية اقتصاديا التي صرحت إدارتها أنها ملتزمة بأمن إسرائيل ومستقبل إسرائيل وأن العلاقة بين إسرائيل وأمريكا صلبة كالحديد وستستمر إلى الأبد فالشيء الوحيد الذي يرد أمريكا إلى صوابها هو قطع مصالحها الحيوية الموجودة في الدول العربية والإسلامية وخاصة دول الخليج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية وحرب المصالح إذا أخذت بها الدول العربية والإسلامية أقوى من المجابهة العسكرية لا سيما بحكم تركيبتها أقدر على التحمل والصبر والتقشف والزهد في متاع الحياة الدنيا من أجل إعلاء الله والدفاع عن المستضعفين في الأرض.

    د- وإمعانا منا في واجب النصح نطالب رئيس الدولة الجزائرية (عبد العزيز بوتفليقة ) أن يخرج عن صمته وأن يرد على وزيرة الخارجية الأمريكية التي تتبجح بالدفاع عن أمن إسرائيل إلى الأبد على حساب الشعب الفلسطيني المسلم الذي يرابط دفاعا عن مقدسات المسلمين جميعا وقطع العلاقات الاقتصادية وطرد الشركات الأمريكية للبترول والتي حولت الصحراء الجزائرية بؤرة للفساد المالي والأخلاقي ووكر للتجسس والاستخبارات العالمية واستبدالها بشركات دولية أخرى ليس لها مطامح هيمنية كما طالب من رئيس الجمهورية طرد السفير الأمريكي من الجزائر كأدنى واجب شرعي ودعاه للتنديد بالتهديدات التي تطلقها أمريكا والكيان الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأن يرفع عصى القمع المسلط على رأس الشعب الجزائري ليخرج إلى الشارع معبرا عن مناصرته المعنوية لإخوانه في البيت المقدس الذي هو على وشك الهدم فإن لم يفعل فلا يحق له بعد اليوم أن يرفع شعار الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة وأن يجعل القضية الفلسطينية العادلة مقدمة على القضية الصحراوية التي أصبحت مؤخرا تتقدم عليها سياسيا وإعلاميا وشعبيا.

    وأخيرا هذه وقفة متواضعة ردا على بعض ما جاء في خطاب وزيرة الخارجية الأمريكية التي قالت كلاما خطيرا يهدد الأمن العالمي بأسره عندما قالت أن من يهدد أمن إسرائيل يهدد أمن أمريكا متجاهلة تحت ضغط اللوبي الصهيوني الأمريكي أن الذي يهدد أمن العالم بأسره إنما هي إسرائيل وليس حركات المقاومة المشروعة وإيران ، وكان الواجب أن يقال لهذه الوزيرة أن من يهدد أمن الشعب الفلسطيني المسلم ومقدساته يهدد أمن سائر البلاد العربية والإسلامية.
    وصدق الله إذ قال:*إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا*عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا*


    نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ
    بن حاج علي

    « حضارة الجماجمأحمد ياسين ..إمام المقاومة »

  • تعليقات

    1
    الأربعاء 24 مارس 2010 في 21:39
    الهم اهدي حكامنا علي ان يطبقوا ما جاء في كتابك وسنة رسولك وعلي ان يقطعوا العلقات مع امريكا واسرائيل.
    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق