• دواءٌ جديد يُدعى الإرهاب

    محاربة الإرهابعندما أعلنت أمريكا ما أسمته "الحرب على الإرهاب" قبل حوالي العقدين، كان هدف المرحلة تقويض أي خطر متوقع على منظومة الهيمنة الأمريكية.. كما بات هذا العنوان الفضفاض وغير المفسّر –لا قانوناً ولا اصطلاحاً- حصان طروادة للهروب إلى الأمام بالنسبة للإدارة الأمريكية في حال تأزمت أمورها داخلياً من الناحيتين السياسية والاقتصادية.

    وبعد إعلان "الحرب على الإرهاب" بأشهر قليلة اجتمع العرب والعجم في "شرم الشيخ" لإعلان الوقوف أمام "الإرهاب" –مجدّداً- بمباركة أمريكية وصهيونية. وكانت الصورة الشهيرة للزعماء المجتمعين وهم مشبكي الأيادي عالياً وكأن حلفاً عظيماً أعلن لمواجهة "الإرهابيين".

    ثمّ تلت هذه الخطوات خطوات فردية من بعض الدول الغربية منها والعربية لوضع قوانين "الإرهاب".. وبدأت تجربة القوانين باختطاف الناس، وتعذيبهم، وأحياناً قتلهم دون سابق إنذار سوى أنّ هناك شبهة الإرهاب.

    عندما أعلنت أمريكا ما أسمته "الحرب على الإرهاب" قبل حوالي العقدين، كان هدف المرحلة تقويض أي خطر متوقع على منظومة الهيمنة الأمريكية.. كما بات هذا العنوان الفضفاض وغير المفسّر –لا قانوناً ولا اصطلاحاً- حصان طروادة للهروب إلى الأمام بالنسبة للإدارة الأمريكية في حال تأزمت أمورها داخلياً من الناحيتين السياسية والاقتصادية.

    وبعد إعلان "الحرب على الإرهاب" بأشهر قليلة اجتمع العرب والعجم في "شرم الشيخ" لإعلان الوقوف أمام "الإرهاب" –مجدّداً- بمباركة أمريكية وصهيونية. وكانت الصورة الشهيرة للزعماء المجتمعين وهم مشبكي الأيادي عالياً وكأن حلفاً عظيماً أعلن لمواجهة "الإرهابيين".

    ثمّ تلت هذه الخطوات خطوات فردية من بعض الدول الغربية منها والعربية لوضع قوانين "الإرهاب".. وبدأت تجربة القوانين باختطاف الناس، وتعذيبهم، وأحياناً قتلهم دون سابق إنذار سوى أنّ هناك شبهة الإرهاب.

    ولكن نقف هنا بعد التلخيص السريع لحملة "الحرب على الإرهاب" عند تساؤلات كثيرة: ما هو الإرهاب؟ ما شكل الإرهاب؟ هل الإرهاب دولة معنية؟ أم هم جماعات مسلّحة؟ أم هم أشخاصٌ بعينهم؟.. ما مفهوم أن تكون إرهابياً؟ هل هناك مواصفات معيّنة يجب أن تتوفر في شخصٍ ما أو منظومة ما أو مجموعة ما كي توصم بالإرهاب؟

    هناك الكثير من التساؤلات في خضم إلصاق تهمة الإرهاب في من هبّ ودب.. حتى صرنا نرى أنظمة معيّنة تتهم معارضيها بتهمة الإرهاب وتسوّق لهذا الاتهام... فها هو المجرم المالكي في العراق، والمعروف بإجرامه بحقّ الشعب العراقيّ، يصف المناهضين لديكتاتوريته بـ"الإرهابيين".. وزعم أنّ في الفلوجة -التي تعداد سكانها 750 ألفاً تقريباً - 800 ألفاً من "الإرهابيين"!!.

    أمّا في مصر، فجماعة الإخوان المسلمين التي يستنكر عليها بعض الجماعات أسلوبها التقليدي في الدعوة وعدم إظهار القوة، فتًتّهم هي الأخرى بأنّها "إرهابية" وتحارب محاربة شديدة. وفي دولٍ أخرى تقوم الأنظمة بمجازر بشعة تطال كلّ حيّ، وتهدّم المدن، ثمّ تتهم المسلّحين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي لا تكاد تدمرّ حائط منزل، بـ"الإرهاب".

    هل أصبحت تهمة الإرهاب العقار الجديد لعلاج فساد الحكومات ولعلاج التنخّر في أساسات الأنظمة الإجرامية؟.. أم يحسبونه ترياقاً للسمّ المسمّى "المعارضة"؟!!.

    الطريف في الأمر أنّ ما دفعني لكتابة هذه السطور ليس واقعنا العربيّ.. فقد كنت أعيش يوماً عادياً حتى ذهبت مع ابني إلى الحلاق حيث كان التلفاز هناك على إحدى القنوات الإخبارية.. وعندما أصبح رأسي تحت رحمة مقص الحلاق جذبني خبر أحداث أوكرانيا.. وأخذ المراسل يصف الأحداث التي جرت وأدّت إلى مقتل عددٍ من المتظاهرين.. واستفاض في وصف مشهد النزاع في البلد. وعندما وصل إلى توضيح موقف الحكومة الأوكرانية، قال إن رئيس الحكومة وصف المتظاهرين... هنا توقف قليلاً، وأنا تسمّر رأسي، وحدّثت نفسي مستهجناً: "إرهابيين"..
    وكانت المفاجأة.. نعم قالها.. وصفهم بـ"الإرهابيين".. يا للعجب.. نظرت إلى التلفاز وضحكت ضحكة هزّت رأسي تحت مقصّ الحلاق..

    حتى أنت يا أوكرانيا.. مباركٌ عليك.. وصلك العلاج الجديد: "الإرهاب"..

    « لقد سبقتمونا في التفكير 60 عامايا أهل الخير بمصر .. استبشروا! »

    Tags وسوم : , , , ,
  • تعليقات

    لا يوجد تعليقات

    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق